(بحث روائي) في المجمع في قوله تعالى: " وممن هدينا واجتبينا " الآية، وروي عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: نحن عنينا بها. أقول: وعن مناقب ابن شهرآشوب عنه عليه السلام مثله، وقد اتضح معنى الحديث بما قدمناه في تفسير الآية فإن المراد بالجملة أهل الهداية والاجتباء من غير النبيين وهم عليهم السلام منهم كما ذكر الله سبحانه مريم منهم وليست بنبية.
قال في روح المعاني: وروى بعض الامامية عن علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال: نحن عنينا بهؤلاء القوم، ولا يخفى أن هذا خلاف الظاهر جدا وحال روايات الامامية لا يخفى على أرباب التميز. انتهى. وقد تبين خطؤه مما تقدم والذي أوقعه في ذلك أخذه قوله تعالى: " وممن هدينا واجتبينا " معطوفا على قوله: " من ذرية آدم " وقوله: " من النبيين " بيانا لقوله: " أولئك الذين "، الخ فانحصر " أولئك الذين أنعم الله عليهم " في النبيين فاضطر إلى القول بأن الآية لا تشمل غير النبيين وهو يرى أن الله ذكر فيمن ذكر مريم بنت عمران وليست بنبية.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتلا هذه الآية " فخلف من بعدهم خلف " فقال: يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرؤن القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر.
وفي المجمع في قوله تعالى: " أضاعوا الصلاة " وقيل: أضاعوها بتأخيرها عن مواقيتها من غير أن تركوها أصلا وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام.
أقول: وروى في الكافي ما في معناه بإسناده عن داود بن فرقد عنه عليه السلام، وروي ذلك من طرق أهل السنة عن ابن مسعود وعدة من التابعين.
وعن جوامع الجامع وفي روح المعاني في قوله: " واتبعوا الشهوات " عن علي عليه السلام من بنى الشديد وركب المنظور ولبس المشهور.