تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٥٤
ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير أما تسمع لقوله عز وجل: " يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا " فلما بلغ سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين.
وليس تبقى الأرض يا ابا خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ يوم خلق الله آدم عليه السلام وأسكنه الأرض. الحديث.
وفيه بإسناده عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا عليه السلام قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول: يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك فقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السلام وهو قائم بين يديه: فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين قال: وما يضره من ذلك شئ قد قام عيسى بالحجة وهو ابن ثلاث سنين.
أقول: ويقرب منه ما في بعض آخر من الروايات.
وفيه بإسناده عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم قال: " وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ".
وفي عيون الاخبار بإسناده عن الصادق عليه السلام في حديث: ومنها عقوق الوالدين لان الله عز وجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله حكاية عن عيسى عليه السلام: " وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ".
أقول: ظاهر الرواية أنه عليه السلام أخذ قوله: " ولم يجعلني جبارا شقيا " عطف تفسير لقوله: " وبرا بوالدتي ".
وفي المجمع وروى مسلم في الصحيح بالاسناد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قيل: يا أهل الجنة فيشرفون وينظرون، وقيل: يا أهل النار فيشرفون وينظرون فيجاء بالموت كأنه كبش أملح فيقال لهم: تعرفون الموت؟ فيقولون: هذا هذا وكل قد عرفه. قال:
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست