تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٥٢
(بحث روائي) في المجمع: وروي عن الباقر عليه السلام: أنه يعنى جبرئيل تناول جيب مدرعتها فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته كما يكمل الولد في أرحام النساء تسعة أشهر فخرجت من المستحم وهي حامل محج مثقل فنظرت إليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحية من خالتها ومن زكريا، وقيل: كانت مدة حملها تسع ساعات وهذا مروي عن أبي عبد الله عليه السلام.
أقول: وفي بعض الروايات أن مدة حملها كانت ستة أشهر.
وفي المجمع في قوله تعالى: " قالت يا ليتني مت قبل هذا الآية وإنما تمنت الموت - إلى أن قال - وروي عن الصادق عليه السلام: لأنها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزهها من السوء.
وفيه في قوله تعالى: " قد جعل ربك تحتك سريا " قيل: ضرب جبرئيل برجله فظهر ماء عذب وقيل: بل ضرب عيسى برجله فظهرت عين ماء تجري: وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام.
وفي الدر المنثور أخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: " قد جعل ربك تحتك سريا " قال النهر.
أقول وفي رواية أخرى فيه عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه نهر أخرجه الله لها لتشرب منه.
وفي الخصال عن علي عليه السلام من حديث الأربعمائة: ما تأكل الحامل من شئ ولا تتداوى به أفضل من الرطب قال الله تعالى لمريم: " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا ".
أقول: وهذا المعنى مروي في عدة روايات من طرق أهل السنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن طرق الشيعة عن الباقر عليه السلام.
وفي الكافي بإسناده عن جراح المدائني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده. ثم قال: قالت مريم: " إني نذرت للرحمان صوما "
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست