تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٨١
وفي العيون في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت في حديث:
إن الملائكة معصومون محفوظون عن الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم: " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " وقال عز وجل: " ولله من في السماوات والأرض ومن عنده يعني الملائكة لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون ".
وفي نهج البلاغة قال عليه السلام في وصف الملائكة: ومسبحون لا يسأمون، ولا يغشاهم نوم العيون، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان.
أقول وبه يضعف ما في بعض الروايات أن الملائكة ينامون كما في كتب كمال الدين بإسناده عن داود بن فرقد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله: أنه سئل عن الملائكة أينامون؟ فقال: ما من حي إلا وهو ينام خلا الله وحده. فقلت: يقول الله عز وجل: " يسبحون الليل والنهار لا يفترون "؟ قال: أنفاسهم تسبيح. على أن الرواية ضعيفة.
وفي التوحيد بإسناده عن هشام بن الحكم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما الدليل على أن الله واحد؟ قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال عز وجل: " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ".
أقول: وهو يؤيد ما قدمناه في تقرير الدليل.
وفيه بإسناده عن عمرو بن جابر قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام:
يا ابن رسول الله إنا نرى الأطفال منهم من يولد ميتا، ومنهم من يسقط غير تام، ومنهم من يولد أعمى وأخرس وأصم، ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط إلى الأرض، ومنهم من يبقى إلى الاحتلام، ومنهم من يعمر حتى يصير شيخا فكيف ذلك وما وجهه؟
فقال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أولى بما يدبره من أمر خلقه منهم وهو الخالق والمالك لهم فمن منعه التعمير فإنما منعه ما ليس له، ومن عمره فإنما أعطاه ما ليس له فهو المتفضل بما أعطى وعادل فيما منع ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
قال جابر: " فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟ قال: لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار، فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى كفر ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست