تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٩٢
إلى نفحة من العذاب حتى يضطروا فيؤمنوا ويعترفوا بظلمهم.
قوله تعالى: " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا " القسط العدل وهو عطف بيان للموازين أو صفة للموازين بتقدير مضاف والتقدير الموازين ذوات القسط، وقد تقدم الكلام في معنى الميزان المنصوب يوم القيامة في تفسير سورة الأعراف.
وقوله: " وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها " لضمير في " وإن كان " للعمل الموزون المدلول عليه بذكر الموازين أي وإن كان العمل الموزون مقدار حبة من خردل في ثقله أتينا بها وكفى بنا حاسبين وحبة الخردل يضرب بها المثل في دقتها وصغرها وحقارتها، وفيه إشارة إلى أن الوزن من الحساب.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال: لما نعى جبريل للنبي نفسه قال: يا رب فمن لامتي فنزلت " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد " الآية.
أقول: سياق الآيات وهو سياق العتاب لا يلائم ما ذكر. على أن هذا السؤال لا يلائم موقع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، على أن النعي كان في آخر حياة النبي والسورة من أقدم السور المكية.
وفيه أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي سفيان وأبي جهل وهما يتحدثان فلما رآه أبو جهل ضحك وقال لأبي سفيان: هذا نبي بني عبد مناف فغضب أبو سفيان فقال: ما تنكرون ليكون لبنى عبد مناف نبي؟ فسمعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرجع إلى أبى جهل فوقع به وخوفه وقال: ما أراك منتهيا حتى يصيبك ما أصاب عمك، وقال لأبي سفيان: أما إنك لم تقل ما قلت إلا حمية فنزلت هذه الآية " وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا " الآية.
أقول هو كسابقه في عدم انطباق القصة على الآية ذاك الانطباق.
وفي المجمع روى عن أبي عبد الله عليه السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام مرض فعاده
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست