تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٨٢
أقول: وهي رواية شريفة تعطى أصلا كليا في الحسنات والسيئات وهو أن الحسنات أمور وجودية تستند إلى إعطائه وفضله تعالى، والسيئات أمور عدمية تنتهي إلى عدم الاعطاء لما لا يملكه العبد. وما ذكره عليه السلام أنه تعالى أولى بما لعبده منه وجهه أنه تعالى هو المالك لذاته والعبد إنما يملك ما يملك بتمليك منه تعالى وهو المالك لما ملكه وملك العبد في طول ملكه.
وقوله: " لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمة وصوابا " إشارة إلى التقريب الأول الذي قدمناه، وقوله: " وهو المتكبر الجبار والواحد القهار " إشارة إلى التقريب الثاني الذي أوردناه في تفسير الآية.
وفي نور الثقلين عن الرضا عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء - وبقوتي أديت إلي فرائضي وبنعمتي قويت على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وذلك أني أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك منى وذلك أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون.
وفي المجمع في قوله تعالى: " هذا ذكر من معي وذكر من قبلي " قال أبو عبد لله عليه السلام يعنى بذكر من معي ما هو كائن وبذكر من قبلي ما قد كان وفي العيون بإسناده إلى الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يؤمن بحوضى فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي، ثم قال عليه السلام:
إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من سبيل.
قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا عليه السلام يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى قال: لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه؟؟؟
وفي الدر المنثور أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " فقال: أن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
وفي الاحتجاج وروي: أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي الباقر عليه السلام لامتحانه بالسؤال عنه فقال له: جعلت فداك ما معنى قوله تعالى: " أو لم ير الذين
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست