تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٤٤
إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون - 13. قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين - 14. فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين - 15.
(بيان) غرض السورة الكلام حول النبوة بانيا ذلك على التوحيد والمعاد فتفتتح بذكر اقتراب الحساب وغفلة الناس عن ذلك وإعراضهم عن الدعوة الحقة التي تتضمن الوحي السماوي فهي ملاك حساب يوم الحساب وتنتقل من هناك إلى موضوع النبوة واستهزاء الناس بنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورميهم إياه بأنه بشر ساحر بل ما أتى به أضغاث أحلام بل مفتر بل شاعر! فترد ذلك بذكر أوصاف الأنبياء الماضين الكلية إجمالا وأن النبي لا يفقد شيئا مما وجدوه ولا ما جاء به يغاير شيئا مما جاؤوا به.
ثم تذكر قصص جماعة من الأنبياء تأييدا لما تقدم من الاجمال وهم موسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ولوط ونوح وداود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذو الكفل وذو النون وزكريا ويحيى وعيسى.
ثم تتخلص إلى ذكر يوم الحساب وما يلقاه المجرمون و المتقون فيه، وأن العاقبة للمتقين وأن الأرض يرثها عباده الصالحون ثم تذكر أن إعراضهم عن النبوة إنما هو لاعراضهم عن التوحيد فتقيم الحجة على ذلك كما تقيمها على النبوة والغلبة في السورة للوعيد على الوعد وللانذار على التبشير. والسورة مكية بلا خلاف فيها وسياق آياتها يشهد بذلك.
قوله تعالى: " اقترب للناس حسابهم وهم في غفله معرضون " الاقتراب افتعال من القرب واقترب وقرب بمعنى واحد غير أن اقترب أبلغ لزيادة بنائه ويدل على مزيد عناية بالقرب، ويتعدى القرب والاقتراب بمن وإلى يقال: قرب أو اقترب زيد من عمرو أو إلى عمرو والأول يدل على أخذ نسبة القرب من عمرو والثاني على أخذها من زيد لان الأصل في معنى من ابتداء الغاية كما أن الأصل في معنى إلى انتهاؤها.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست