موضع المسبب والتقدير إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سنوفيهم أجرهم فإنهم محسنون وإنا لا نضيع أجر من أحسن عملا.
وإذ عد في الآية العقاب أثرا للظلم ثم عد الثواب في مقابله أجرا للايمان والعمل الصالح استفدنا منه أن لا ثواب للايمان المجرد من صالح العمل بل ربما أشعرت الآية بأنه من الظلم.
قوله تعالى: " أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار " إلى آخر الآية.
العدن هو الإقامة وجنات عدن جنات إقامة والأساور قيل جمع أسوره وهي جمع سوار بكسر السين وهي حلية المعصم، وذكر الراغب أنه فارسي معرب وأصله دستواره، والسندس ما رق من الديباج. والاستبرق ما غلظ منه، والارائك جمع أريكه وهي السرير، ومعنى الآية ظاهر.
" بحث روائي " في الدر المنثور أخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ": في قوله: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا - قال: نزلت في أمية بن خلف وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فأنزل الله: " ولا تطع من أغفلنا قلبه " يعني من ختمنا على قلبه " عن ذكرنا " يعني التوحيد " واتبع هواه " يعنى الشرك " وكان أمره فرطا " يعني فرطا في أمر الله وجهالة بالله.
وفيه أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فقالوا: يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم - يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف - جالسناك أو حادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله: " واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك - إلى قوله - اعتدنا للظالمين نارا " يهددهم بالنار.