عن ابن عباس، وقيل في السنة الثالثة منها كما في الخرائج عن علي عليه السلام. وقيل في السنة الخامسة أو السادسة، وقيل بعد البعثة بعشر سنين وثلاثة أشهر، وقيل في السنة الثانية عشرة منها، وقيل: قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر، وقيل: قبلها بسنة وثلاثة أشهر، وقيل: قبلها بستة أشهر.
ولا يهمنا الغور في البحث عن ذلك ولا عن الشهر واليوم الذي وقع فيه الاسراء ولا مستند يصح التعويل عليه لكن ينبغي ان يتنبه ان من الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت عليه السلام ما يصرح بوقوع الاسراء مرتين وهو المستفاد من آيات سورة النجم حيث يقول سبحانه: (ولقد رآه نزلة أخرى) الآيات على ما سيوافيك إن شاء الله من تفسيره.
وعلى هذا فمن الجائز ان يكون ما وصفه صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الروايات من عجيب ما شاهده راجعا إلى ما شاهده في الاسراء الأول وبعض ما وصفه في بعض آخر راجعا إلى الاسراء الثاني، وبعضه مما شاهده في الاسراءين معا.
ثم اختلفوا في المكان الذي اسرى به صلى الله عليه وآله وسلم منه فقيل: اسرى به من شعب أبى طالب وقيل: اسرى به من بيت أم هاني وفي بعض الروايات دلالة على ذلك وقد اولوا قوله تعالى: (اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام) إلى أن المراد بالمسجد الحرام الحرم كله مجازا فيشمل مكة، وقيل: اسرى به من نفس المسجد الحرام لظهور الآية الكريمة فيه ولا دليل على التأويل.
ومن الجائز بالنظر إلى ما نبهنا به من كون الاسراء مرتين ان يكون أحد الاسراءين من المسجد الحرام والاخر من بيت أم هاني، واما كونه من الشعب فما ذكر فيما ذكر فيه من الروايات ان ابا طالب كان يطلبه طول ليلته وانه اجتمع هو وبنو هاشم في المسجد الحرام ثم سل سيفه وهدد قريشا ان لم يحصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نزوله من السماء ومجيئه إليهم واخباره قريشا بما رأى كل ذلك لا يلائم ما كان هو صلى الله عليه وآله وسلم وبنو هاشم جميعا عليه من الشدة والبلية أيام كانوا في الشعب.
وعلى أي حال فالاسراء الذي تعطيه الآية: (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) وهو الاسراء الذي كان إلى بيت المقدس كان مبدؤه