بمكة وبين كون الصلوات الخمس فرضت عليه في السماء ليلة الاسراء فان فرض أصل الصلاة كان قبل ذلك، واما انها كم ركعة كانت فغير معلوم غير أن الآثار تدل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقيم الصلاة منذ بعثه الله نبيا وفى سورة العلق: (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) وقد روى أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلى بعلى وخديجة عليه السلام بالمسجد الحرام قبل ان يعلن دعوته بمدة.
وفى الكافي عن العامري عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل بالصلاة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين عليه السلام زاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع ركعات شكرا لله فأجاز الله له ذلك وترك الفجر لم يزد فيها لأنه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار فلما أمر الله بالتقصير في السفر وضع عن أمته ست ركعات وترك المغرب لم ينقص منه شيئا، وانما يجب السهو فيما زاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن شك في أصل الفرض في الركعتين الأوليين استقبل صلاته.
وروى الصدوق في الفقيه باسناده عن سعيد بن المسيب انه سال على بن الحسين عليه السلام فقال: متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هي اليوم عليه؟ فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام وكتب الله على المسلمين الجهاد زاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة سبع ركعات في الظهر ركعتين وفي العصر ركعتين وفي المغرب ركعة وفي العشاء الآخرة ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت بمكة. الحديث.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد والنسائي والبزاز والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل بسند صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما اسرى بي مرت بي رائحة طيبة فقلت: يا جبرئيل ما هذه الرائحة الطيبة؟ قال: ماشطة بيت فرعون وأولادها كانت تمشطها فسقط المشط من يدها فقالت: بسم الله فقالت ابنة فرعون: أبى؟ قالت: بل ربي وربك ورب أبيك قالت: أولك رب غير أبى؟ قالت:
نعم قالت: فأخبر بذلك أبى؟ قالت: نعم.
فأخبرته فدعاها فقال: الك رب غيري؟ قالت: نعم ربى وربك الله الذي في السماء فامر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها وأولادها. قالت: ان لي إليك حاجة قال: وما هي؟ قالت: تجمع عظامي وعظام ولدى فتدفنه جميعا. قال: