تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٢٣٣
برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين - 150. قال رب أغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين - 151. إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين - 152. والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم - 153. ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون - 154.
(بيان) شروع في بعض قصص بني إسرائيل بعد تخلصهم من إسارة آل فرعون مما يناسب غرض القصص المسرودة سابقا وهو أن الدعوة الدينية ما توجهت إلى أمه إلا كان الكفر إليها أسبق، والناقضون لعهد الله فيهم أكثر فخص الله المؤمنين منهم بمزيد كرامته، وعذب الكافرين بشديد عذابه.
وقد ذكر في الآيات مجاوزة بني إسرائيل البحر ومسألتهم بعد المجاوزة موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنما يعبدونه، وفيها عبادتهم للعجل بعد ما ذهب موسى لميقات ربه وفي ضمنها حديث نزول التوراة عليه.
قوله تعالى: " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم " الآية، العكوف الاقبال على الشئ وملازمته على سبيل التعظيم. ذكره الراغب في المفردات، وقولهم:
" اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " أي كما لهم آلهة مجعولة.
كان بني إسرائيل على شريعة جدهم إبراهيم عليه السلام، وقد خلا فيهم من الأنبياء
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست