تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ١٨٦
على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شئ علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين - 89. وقال الملا الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون - 90. فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين - 91. الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين - 92. فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين - 93.
(بيان) قوله تعالى: " وإلى مدين أخاهم شعيبا " الآية معطوف على القصة الأولى وهي قصة نوح عليه السلام، وقد بنى غليه السلام دعوته على أساس التوحيد كما بناها عليه من قبله من الرسل المذكورين في القصص المتقدمة.
وقوله: " قد جاءتكم بينة من ربكم " يدل على مجيئه بآية تدل على رسالته ولكن الله سبحانه لم يذكر ذلك في كتابه وليست هذه الآية هي آية العذاب التي يذكرها الله تعالى في آخر قصته فإن عامة قومه من الكفار لم ينتفعوا بها بل كان فيها هلاكهم ولا معنى لكون آية العذاب آية للرسالة مبينة للدعوة.
على أنه يفرع قوله: " فأوفوا الكيل والميزان " الآية على مجئ الآية ظاهرا وإنما يستقيم الدعوة إلى العمل بالدين قبل نزول العذاب وتحقق الهلاك. وهو ظاهر.
وقد دعاهم أولا بعد التوحيد الذي هو أصل الدين إلى إيفاء الكيل والميزان وأن
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست