ثم ذكرت: أنه في تلك الأيام نشبت حرب في أرض سدوم بين (أمرافل) ملك شنعار ومعه انهزاما فاحشا وهربوا من الأرض بعد ما قتل من قتل منهم ونهبت أموالهم وسبيت نسائهم وزررايهم، وكان فيمن أسر لوط وجميع أهله ونهبت أمواله قالت التوراة: فأتى من نجى وأخبر أبرام العبراني وكان ساكنا عند (بلوطات ممرى) الآموري أخو " أشكول " وأخي " عانر " وكانوا أصحاب عهد مع أبرام، فلما سمع أبرام أن أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مائة وثمانية عشر وتبعهم إلى (دان) وانقسم عليهم هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى (حوبة) التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأموال واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه والنساء أيضا والشعب.
فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه من كسرة (كدر لعومر) والملوك الذين معه إلى عمق (شوى) الذي هو عمق الملك، وملكي (1) (شاليم) أخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلى وباركه وقال: مبارك أبرام من الله العلى مالك السماوات والأرض ومبارك الله العلى الذي أسلم أعداءك في يدك فأعطاه عشرا من كل شئ.
وقال ملك سدوم لابرام: أعطني النفوس، وأما الاملاك فخذها لنفسك فقال أبرام لملك سدوم: رفعت يدي إلى الرب الاله العلى ملك السماء والأرض لا آخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك فلا تقول: أنا أغنيت أبرام ليس لي غير الذي أكله الغلمان وأما نصيب الرجال الذين ذهبوا معي (عابر) و (أسلول) و (ممرا) فهم يأخذون نصيبهم.
إلى أن قالت: وأما ساراي فلم تلد له وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر فقالت ساراي لابرام: هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة ادخل على جاريتي لعلى ارزق منها بنين فسمع أبرام لقول ساراي فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان وأعطتها لابرام رجلها زوجة له فدخل على هاجر فحبلت. ثم ذكرت: أن هاجر لما حبلت حقرت ساراي واستكبرت عليها فشكت ساراي