شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٩٩
ان الأرواح الطيبة تستدعى بلسان الاستعدادات متعلقات طيبة وأبدانا طاهرة والأرواح الخبيثة تستدعى بلسان الاستعداد متعلقات خبيثة وأبدانا نجسة الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين الأولى كأرواح الأنبياء والأولياء واتباعهم وأشياعهم والثانية كأرواح أعدائهم المنافقين والمشركين ومظاهر الجبت والطاغوت وأصحابهم وأعوانهم فالطايفة الأولى من الأرواح مظاهرها الأبدان النقية الطاهرة المولد المنتقلة من الأصلاب الشامخة إلى الأرحام المطهرة في الأوقات الشريفة والنظرات السعيدة الجامعة لساير أسباب السعادة والطايفة الثانية من الأرواح المستدعية للأبدان المنتظرة لها مصادفة لنطف خبيثة حاصلة بغير طهارة المولد ومنه ولد الحيض وأقلها أوقات خسيسة ونظرات نحسة وغير ذلك من أسباب الشقاوة ولها كمقابلها مراتب فالعدل لا يقتضى ان يكون لروح قاتل الحسين (ع) بدن طاهر المولد بل يقتضى خلافه مع جميع الأسباب الأخر للشقاوة وبالجملة الروح الخبيث لخباثته الأزلية ظهر من طريق الحرام فالخبيث الأزلي صار ولد الحرام والجهنمي السابقي والعين السجيني الفطري صار ولد الزنا لا ان ولد الحرام صار جهنميا وولد الزنا صار كافرا خبيثا محكوما بكفره بسبب عمل الوالدين لغة فان وبالهما على رقبتهما لاعلى رقبته والحكم بكفره بسبب قبوله الكفر وعدم قبوله الايمان والولاية في الذر الأول وما بعده ولأجل خباثته الكامنة في عينه الظاهرة في هذا المظهر الخبيث واما اشكال السعادة الأزلية والشقاوة الفطرية وحديث اختلاف الطينة وكون بعضها من عليين وبعضها من بحين وكون الأعيان لوازم الأسماء وبطلان الجعل التركيبي فهو اشكال غير هذا الاشكال رفعناه أيضا في هذا الشرح وغيره يا منور ترتب هذا الاسم على المطهر كترتب التحلية على التخلية يا ميسر يا مبشر فيهما جناس خطى يا منذر وفيه مع المبشر طباق من حيث الجمع بين المتقابلين تقابل التضاد كما أن في يا مقدم يا مؤخر طباقا من حيث الجمع بين المتقابلين تقابل التضايف سبحانك الخ يا رب البيت الحرام البيت الحرام ظاهره معروف وباطنه قلب الانسان الكامل الذي قد حرم على غير الحق تعالى شانه وسمى بيت الله الحرام الظاهري به لاحترامه وحرمة الأشياء الكثيرة على المحرمين به وحرمة القتال في الأشهر الحرام لأجله كما سمى كعبة لارتفاعه شرفا وحسا لأنه وسط الأرض وهي كروية ومنه يقال للعظم الناشز فوق القدم كعب لارتفاعه وقد ورد في الأحاديث انه أول ما خلق من الأرض وكان في الوسط ثم دحيت الأرض من تحته وبسطت كروية أو لتربيعه كما في القاموس كعبته تكعيبا أي ربعته وانما صارت مربعة لأنها بحذاء البيت المعمور وهو في السماء الرابعة
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»