أو السادسة وصار البيت المعمور مربعا لأنه بحذاء العرش كما في الاخبار والعرش له أركان أربعة ركن أبيض وركن أصفر وركن أخضر وركن احمر والعرش بمعنى العلم أيضا له مراتب العناية والقلم والقضا والقدر كما أن الكعبة الحقيقية التي هي القلب له أربعة أركان أعني العقل الهيولاني والعقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد وعدد عرشه العلمي أيضا أربعة الاحساس والتخيل والتوهم والتعقل ولكون الأربعة عددا كاملا كان ساريا في ساير المنصات فكان عدد التجليات أربعة أعني الذاتية والصفاتية والافعالية والآثارية وعدد العوالم أربعة عالم اللاهوت والجبروت والملكوت والناسوت وأركان عالم الكيان أربعة ومراتب التوحيد أربعة توحيد الذات والصفات والافعال والآثار والكلمات التي بنى عليها الاسلام أربع كما في الاخبار لان كلمة سبحان الله يدل على الصفات الجلالية والحمد لله يدل على الصفات الجمالية لدلالته على أن جميع المحامد مختصة به تعالى فدل على أن جميع الكمالات له وانه مستحق لان لا يشرك به أحد بالشرك الجلي والخفى والله أكبر يدل على أنه أعلى وارفع من أن يحيط به العقول والافهام بل لفظ الجلالة بوحدته يدل اجمالا على جميع ما تدل عليه تفصيلا لان ما هو وهل هو البسيط وهل هو المركب في صرف الوجود واحد ولكمالية هذا العدد يحصل من جمع المراتب من الواحد إليه العشرة الكاملة التي هي تمام الدور البسيط العددي وكان هو زوج الزوج الأول المترتب على مربعه اثار السعادة ولهذا كان منسوبا إلى السعد الأكبر أعني المشترى وكان هو روح الدال التي هي خشم اسمى أحد واحمد وغير ذلك من خفاياه التي يطول الكلام بذكرها وكما سمى بالبيت العتيق أيضا لأنه أعتق من الغرق كما في القوى عن أبي عبد الله قال إن الله عز وجل غرق الأرض كلها يوم نوح الا البيت فيومئذ سمى العتيق الحديث وعن أبي حمزة الثمالي قال قلت لأبي جعفر (ع) في المسجد الحرام لأي شئ سماه الله العتيق قال ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض الا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت فإنه لا يسكنه أحد ولا رب له الا الله وهو الحر فسمى عتيقا وغير ذلك من الاخبار وهكذا بيت قلب الكامل لا تصافه بصفة الحرية عن رق الأكوان ويناسب المقام ذكر بعض اسرار الحج على ما ذكره بعض العارفين الفاحصين عن اسرار الشريعة فالحج في التحقيق عبارة عن قصد حرم الجلال بالسير عن أطوار النفس إلى العقل حتى تشاهده وتلتحق فلا بد من قايد عالم بالطريق عارف بعلم الطريقة وقافلة هي اخوان التجريد وزاد هو العلم والتقوى وراحلة هي الصبر فان حال السالك لا بد ان يكون كحال الجمل فإنه يحمل الثقيل ويأكل القليل ويصبر على الجوع وقلة الهجوع
(١٠٠)