شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٨٦
إلى نقص الجسم وحد الجوهر واما وجود الجسم واستقلال الجوهر فهما منه فهو تعالى كما يزاد في تنزيهه وسلب الأشياء عنه يزداد عظمة وإحاطة عند العقول بخلاف غيره فان كلما هو أكثر سلبا منها أضيق وجودا فالعظمة في عين الحلال مختص به يا من هو على عباده رحيم كيف والعبيد على كل حال من صلاحها وفسادها منتسبون إلى السيد كر نيست جمال ورنك وبويم * اخر نه كياه باغ اويم يا من هو بكل شئ عليم يا من هو بمن عصاه حليم إذ المعصية لا تضره كما أن الطاعة لا تسره وحقيقة حمله عدم تأثره تعالى عن مخالفة عبيده لأوامره نواهيه لأنه فعال بحت لا يشوبه شايبة انفعال بوجه من الوجوه يا من هو بمن رجاه كريم يا من هو في صنعه حكيم لأنه تعالى خلق الأفلاك والعناصر بما فيها من الاعراض والجواهر وأنواع المعادن والنبات واصناف الحيوانات على اتساق وانتظام واتقان واحكام تحير فيه العقول والافهام ولا تفي بتفاصيلها الدفاتر والأقلام على ما يشهد بذلك علم الهيئة وعلم التشريح وعلم الآثار العلوية والسفلية وعلم الحيوان والنبات مع أن الانسان لم يؤت من العلم الا قليلا ولم يجد إلى الكثير سبيلا وبهذا الاحكام والاتقان في الصنع استدل المتكلمون على كونه عالما كما ذكر في التجريد يا من هو في حكمته لطيف في بعض النسخ في حكمه لطيف يا من هو لطفه قديم هذا من قبيل المسلسل الذي هو من المحسنات البديعية وهو ان يذكر لفظ في اخر بيت ويعاد في أول بيت اخر وان يذكر في اخر فقرة أو كلام وتعاد في أول فقرة أخرى أو كلام اخر كقوله تعالى مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى ومثله الفصل الذي أوله يا من هو في عهده وفى وفى بعض أسامي الفصل الذي أوله يا من أنعم بطوله سبحانك يا من لا يرجى الا فضله كما أن الامر منه تكويني ومنه تشريعي والامر التكويني يلزمه الطاعة والامتثال بخلاف الامر التشريعي إذ يتطرق إليه الاباء والعصيان والانقياد والاتيان لان الأول أمر بلا واسطة فلا سبيل الا الطاعة والثاني أمر بواسطة المظاهر وبالسنة الرسل وفى الحديث أمر الله إبليس بسجدة ادم ولم يشأ ونهى ادم عن اكل الشجرة وشاء فباعتبار الامر والنهى التكوينيين الكل مؤتمرة ومنتهية والعالم بهذا النظر معبد فيه أصناف العباد والنساك كل واحد مشغول بنوع عبادة رافعين أصواتهم ذاكرين أسمائه تعالى كل واحد الاسم الذي يربه وهو مظهره وواقع تحته ولا سيما السماويون الذين هم في عباداتهم قائمون ويسبحون الليل والنهار لا يفترون كما قال المعلم الثاني صلت السماء بدورانها والأرض برجحانها والماء بسيلانه والمطر بهطلانه وقد يصلى له ولا يشعر
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»