شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٨٥
بالأنوار والأرواح بالاسرار والسماء بالكواكب والأرض بالزخارف العجايب كما قال الحريري زين الجباه بالطرر والعيون بالحور والحواجب بالبلج والمباسم بالفلج والجفون بالسقم والأنوف بالشمم والخدود باللهب والثغور بالشنب والبنان بالترف والحضور بالهيف يا معلن يا مقسم ارزاق الخلايق يوصل إلى كل واحد منهم نصيبه بلا حيف سبحانك الخ يا من هو في ملكه مقيم يا من هو في سلطانه قديم قد مر ان جواهر العالم الجسماني وطبايعه سيالة متجددة آنا فآنا فضلا عن كمياته وكيفياته وأوضاعه وايونه ومقولات الممكنات عدم القرار معتبر في وجودها بل في مفاهيم بعضها فالواحد القهار في كل ان باسمه المفنى المميت يقبض عالما فيقع تحت حيطة اسمه القهار وباسمه المنشئ المحيى يبدى عالما اخر ففي كل آن إماتة واحياء بل بين كل حد وحد حد اخر بنحو الاتصال التدريجي لبطلان تتالي الانات وتشافع الغير المنقسمات في المتصلات السيالات والثابتات ولما كان هذا التجدد على سبيل تجدد الأمثال لا يشعرون ولأنه في غاية مراتب السرعة باسمه السريع فيتدارك الجبار العدم بالوجود لا يفقهون أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد كل يوم هو في شأن أي آن مضى وآن يأتي فالعالم حادت حقيقي لا بقاء وثبات فيه انما الثابت الباقي القديم وجه الله بعد فناء كل شئ فالفيض لا ينقطع وإن كان المستفيض منقطعا هالكا والصنع قديم وإن كان المصنوع حادثا والسلطنة قديمة وإن كان الرعايا حادثين كما أشير في هذا الاسم الشريف الذي نتكلم فيه وهكذا احسانه قديم والمحسن إليه حادث وهبته قديمة والموهوب له حادث وقد أشير إلى عدم انقطاع فيضه في الأسماء الحسنى الأخر كما في من لا يدوم الا ملكه ومن له ملك لا يزول ومن لطفه قديم ومن احسانه قديم ومن له نور لا يطفى ووهابا لا يمل وباسط اليدين بالرحمة ومن كل شئ هالك الا وجهه وذلك الفيض الغير المنقطع والوجه القديم هو الوجود المطلق يا من هو في جلاله عظيم انما كان هو تعالى في جلاله عظيما لان صفاته التنزيهية ونعوته السلبية التي هي جلاله تعالى ترجع إلى التنزيه عن النقايص وسلب السلوب فإذا قلت سبوح قدوس فقد نزهته عن حدود الأكوان ونقايص عالم الكيان لا عن سنخ كمالاتها وخيراتها كيف والخير كله بيديه والكمالات فايضة من لديه لا بان يكون الأثر شيئا على حياله فإنه شرك ولا بان ينفصل منه شئ كانفصال الندا من البحر فإنه توليد بل بان يفيض منه بحيث لا ينقص من كما له شئ وإذا انعدم المستفيض لا يزيد على كماله شئ وكلما لذاته من الكمال لا يشاركه فيه غير ذاته وكلما لغيره منه فهو من جنابه كما هو مقتضى الإحاطة وهكذا إذا قلت إنه ليس بجسم أوليس بجوهر عاد السلب
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»