شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٩١
ان الأولى أشرف لكونها أبدية بخلاف الثانية فإنها منقطعة فإذا سمعتم يقولون الولاية أفضل من النبوة فيعنون ذلك في شخص واحد وهو ان النبي من حيث هو ولى أفضل منه من حيث هو نبي لا الولي التابع سبحانك الخ يا من أظهر الجميل يا من ستر القبيح روى عن الصادق (ع) أنه قال مامن مؤمن الا وله مثال في العرش فإذا اشتغل بالركوع والسجود فعل مثاله مثل ذلك فعند ذلك تراه الملائكة فيصلون عليه ويستغفرون له وإذا اشتغل العبد بالمعصية ارخى الله على مثاله سترا لئلا يطلع عليها الملائكة وهذا تأويل يا من أظهر الجميل وستر القبيح أقول معنى رؤية الملائكة حسنات العباد وعدم اطلاعهم على سيأتهم انهم يشاهدون الأشياء باعتبار وجهها إلى الله الحسن لا باعتبار وجهها إلى أنفسها القبيح لاستغراقهم في مشاهدة جمال الله وجلاله كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله ان لله أرضا بيضا مسيرة الشمس فيها ثلثون يوما أيام الدنيا ثلثين مره مشحونة خلقا لا يعلمون ان الله خلق ادم وإبليس وهذا كما يحصل لعباده المهيمين القاصرين نظرهم على مشاهدة الكل مظاهر أسمائه بل لا يرون الا أسماء بل لا يعاينون الا ذاته يا من لم يؤاخذ بالجريرة كيف وهو فعال غير منفعل لا تضره الجريرة حتى يريد التشفي والانتقام وما يصل إلينا انما هو جزاء أعمالنا وغاية أفعالنا يا من لم يهتك الستر ولذا لم تبرز ملكات الأشقياء الكامنة بصورها المناسبة حيث إن الانسان بحسب باطنه كجنس تحته أنواع أربعة الملك والشيطان والسبع والبهيمة كما تقدم فإذا غلب عليه العلم والعمل الصالح صار ملكا كما إذا غلبت عليه الشيطنة والنكرى صار شيطانا جنيا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس ولذا قال صاحب كتاب اخوان الصفا ان النفوس السعيدة إذا فارقوا الأبدان صاروا ملائكة والنفوس الشقية إذا فارقوها صاروا شياطين وأجنة وكما إذا غلب عليه الغضب والشهوة صار سبعا وبهيمة قال المولوي أي دريده آستين يوسفان * كرك برخيزى أزين خواب كران * كشته كركان هر يكى خوهاى تو ميدرانند أر غضب اعضاي تو * باش تا از خواب بيدارت كنند * در نهاد خود كرفتارت كنند وقال الشيخ العطار النيشابوري در نهاد هر كسى بس خوك هست * خوك بأيد كشت يا زنار بست قال شيخنا البهائي (ره) في الأربعين والعجب منك انك تنكر على عباد الأصنام عباوتهم لها ولو كشف الغطاء عنك وكوشفت بحقيقة حالك ومثل لك ما يمثل للمكاشفين إما في النوم أو اليقظة لرأيت نفسك
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»