شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٨٤
أهله يا أهل التقوى واهل المغفرة والمراد باشهاد غيره تعالى اشهاد هم المنطوى في اشهاده لجامعية العلة وجود المعاليل ولذا تقول وكفى بك شهيدا وجه اخر جامعية الانسان كما ورد ما مضمونه ان من أراد ان ينظر إلى الأنبياء في صفاتهم العليا فلينظر إلى علي ابن أبي طالب (ع) والمراد بكل معبود قاطبة المهيات الجايزة والوجودات الممكنة بما هي مضافة إليها كما مر ان لكل موجود نصيبا من المعبودية والمراد بالعرش الوجود المنبسط الذي هو مستوى الرحمن وما دونه عالم العقل والمراد بالبطلان والاضمحلال الهلاكة الذاتية للممكن دائما لا في وقت مترقب دون وقت والوجه هنا الذات بدليل التعليل بالأجلية من الوصف والإكتناه سبحانك الخ اللهم إني أسئلك بسمك يا مؤمن هو الذي يؤمن العباد في القيمة عذابه فهو من الامن ضد الخوف كقوله والمؤمن العائذات الطير يمسحها * وكبان مكة بين الغيل والسند وفى مجمع البيان المؤمن الذي امن خلقه من ظلمه لهم إذ قال لا يظلم مثقال ذرة عن ابن عباس وقيل هو الذي آمن بنفسه قبل ايمان خلقه به عن الحسن وأشار إلى قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو انتهى أقول إن تذكرت ما ذكرناه في مراتب الايمان امنت ان هذا المعنى أيضا حسن إذ لا يعلم ذاته كما هي الا ذاته فهو المصدق بذاته المؤمن حق الايمان والموقن حق الايقان كما قيل توحيده إياه توحيده ونعت من ينعته لاحد يا مهيمن قيل هو الرقيب وقيل هو الشاهد وقيل هو القائم بأمور الخلق وفى الحديث علي اعلم بالمهيمنات أي القضايا من المهيمنة وهي القيام على الشئ جعل الفعل لها وهو لأربابها القوامون بالأمور وفى القاموس المهيمن وبفتح الميم الثانية من أسماء الله تعالى في معنى المؤمن من امن غيره من الخوف وهو مأءمن بهمزتين قلبت الثانية ياء ثم الأولى هاء أو بمعنى الأمين والمؤتمن والشاهد يا مكون إما التكوين مرادف الايجاد واما من التكوين مقابل الابداع والاختراع يا ملقن من التلقين أي التفهيم ومن ذلك تلقينه الحجة لعباده كقوله ما غرك بربك الكريم فإنه كما قال الشيخ العربي من باب تلقين الحجة إذ لقن العبد أن يقول كرمك يا رب يا مبين بين لعباده توحيده والهيته بالدلايل الساطعة والحجج القاطعة يا مهون أي مسهل يا ممكن أي مثبت كما قال تعالى ويثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت والتمكن له مراتب أولها التثبت في العبادة بدون الفترة وأخيرتها الاستقامة المطلقة في أحدية الجمع وان شئت قلت التمكن أخيرة حالات النفس في كل مقام حيث تتدرج في الاستكمال بها وهي أربع الخطرة والحال والملكة والاستقامة يا مزين زين القلوب
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»