شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٦١
عالم المثل المعلقة وفى جميع هذه المراتب كنت أنت وأمثالك وجميع ما بحيالك مقرين بالربوبية والوحدانية لان وجود الموجودات هنالك تبعي تطفلي لوجود الواحد الاحد وظهورها بأنوار الحق الصمد لا بوجودات أنفسها كما في هذا العالم الذي نسوا ذلك الاقرار فان كلا منهم ههنا صار مالكا لوجود وانية وصاحب استقلال وأنانية وناقضا لعهودهم ومشركا بمعبودهم ولم يوفوا بما عهدوا وهو سبحانه اوفى بما عهد واتى بما هي لوازم الربوبية يا ذا العفو والرضاء العفو هو التجاوز عن الذنب والمغفرة أبلغ منه لأنها لما كانت لغة الستر يلزمه التجاوز بخلاف التجاوز أو المحو الذي هو معنى العفو لغة كقولهم عفى الرسم أي انمحى فلا يلزمه الستر لبقاء الأثر فالغفور كأنه يعطى على الذنب لئلا يطلع عليه أحد فلا يحتمل صاحبه ولذا يستعمل العفو في المخلوق كثيرا بخلافها يا ذا المن والعطاء يا ذا الفصل والقضاء رأيت الفضل بالضاد المعجمة وهو لا يناسب القضاء كما ناسب الامتنان في ذا الفضل والامتنان فالمناسب هو الصاد المهملة وح يناسب القضاء بمعنى الحكم يعنى انه تعالى فاصل بين الحق والباطل فهو حاكم عدل كما يقال لكلامه المجيد فصل الخطاب بهذا المعنى انه لقول فصل وما هو بالهزل وفى دعاء ليلة العرفة وليالي الجمعة المذكور في زاد المعاد للعلامة المجلسي ره وأسئلك بحق القران العظيم وبحق محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وبحق إبراهيم وبحق فصلك يوم القضاء والمراد به سيد الأولياء علي (ع) كما أن المراد بالموازين بعده أولاده الطاهرون ويناسب القضاء مقابل القدر أيضا والقضا كما سنفصل فيما بعد وجود جميع الموجودات مجملة على الوجه الكلى في العالم العقلي والقدر وجود صور الموجودات مفصلة في العالم النفسي السماوي على الوجه الجزئي مطابقة لما في موادها الخارجية فالمراد بالفصل القدر فان قلت فالمناسب تقديم القضا في الذكر مطابقا لما في العين قلت كما يطلق القدر في المشهور على المعنى المذكور يطلق أيضا كالفصل على مرتبة الأسماء والصفات الملزومة للاعيان والمهيات كما مر لان القدر من التقدير والتعيين وأول تعيين حصل أسماؤه ورسومه تعالى واسبق تقدير وتهندس وقع صور أسمائه أعني معلوماته المفصلة مفهوما المجملة وجودا واعنى بالاجمال بساطة الوجود فالقدر بهذا المعنى مقدم على القضاء ولهذا قدم الفصل واما القضاء المؤخر عن القدر في بعض الأخبار كما في الكافي سئل العالم كيف علم الله قال علم وشاء وأراد وقدر وقضى وامضى فامضى ما قضى وقضى ما قدر وقدر ما أراد فبعلمه كانت المشية
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»