بل هي مستغرقة في معرفة الله ومحبته مشتغلة بطاعته وهذا القسم هم الملائكة المقربون ونسبتهم إلى الملائكة الذين يدبرون السماوات كنسبة أولئك المدبرين إلى نفوسنا الناطقة فهذان القسمان قد اتفق الفلاسفة على اثباتهما ومنهم من أثبت نوعا اخر من الملائكة وهي الملائكة الأرضية المدبرة لأحوال هذا العالم السفلى ثم إن مدبرات هذا العالم إن كانت خيرة فهم الملائكة وإن كانت شريرة فهم الشياطين فهذا تفصيل المذاهب في الملائكة انتهى ثم رسالة الملائكة المشار إليه في الاسم الشريف وفى الآية المباركة جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة منها تكوينية ومنها تشريعية وتعليمية كالموكلين بالايحاء والالهام ولا نبالي بان يكون لرقايقهم المثالية وأشباحهم الصورية أجنحة ولهم طيران وسير كما أن لكل حقيقة من حقايقهم المعنوية حقيقة الجناح من جناح القوة العلامة وجناح القوة العمالة وحقيقة الطيران والسير من الدرك والفعل كما سمى بعضهم القوى المدركة من النفس الناطقة بالطيارة و المحركة بالسيارة وفى خطب نهج البلاغة لسيد الموحدين أمير المؤمنين (ع) وفى الصحيفة السجادية لسيد الساجدين زين العابدين (ع) تصريحات وتلويحات إلى كثرة أصنافها وشعبها وقبايلها يا من جعل في السماء بروجا اثنى عشر مشهورة جنوبية وشمالية ينشأ من مرور الشمس عليها فصول أربعة يحصل فيها خيرات غير متناهية ويبتنى على احكامها من الانقلاب والثبات وكونها ذوات الجسدين والمثلثات والفحولة والأنوثه وغير ذلك تأثيرات جمة وكما أن في سماء هذا العالم اثنى عشر برجا كذلك في سماء عالم الولاية اثنا عشر برجا مسير شمس الولاية ولقمر الوصاية وكلمة الإمامة الطيبة ثمانية وعشرون منزلا ومقطعا وقد أشير إلى ذلك في حديث مشهور معتمد الرواة وموثوق النقلة ومروي عن أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) وقد مر في أوايل هذا لشرح الا انه لم يذكر هناك بتمامه والآن نريد ان نذكره بتمامه ونشرحه توشيحا وتيمنا ونشير إلى تزييف ما قيل فيه قال (ع) ان الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير متصوت وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد وبالتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ منفى عنه الأقطار مبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مستتر غير مستور فجعله كلمة تامة على أربعة اجزاء معا ليس شئ منها قبل الأخر فاظهر منها ثلثة أسماء لفاقة الخلق إليها وحجب واحدا منها وهو الاسم المكنون المخزون وهذه الأسماء التي ظهرت
(٢٦٦)