السماوات والأرض إلى غير ذلك من الآيات والبينات وهذه هي القيمة الكبرى التي هي مبهمة الوقت مجملة الميعاد لان علمها عند ربى وهي في السلسلة الطولية الصعودية لا في العرضية فمن يطالبها من مستقبل السلسلة العرضية فقد استسمن ذا ورم كمطالبة المبدء الأزلي من ماضيها ولذا استصعب أهل الكفر دراية ذلك فضلا عن أولي الأوهام والخيالات ونعم ما قال صدر المتألهين في معنى الساعة ان يوم القيمة الكبرى لساعات الأنفاس الصغريات كاليوم للساعات الزمانية أو كالسنة للأيام فهذا الاحتواء مثل ذلك الانطواء ومعلوم ان الوصول إلى الغايات والاستكمالات الذاتية والفناء في الواحدية والأحدية طولية لا عرضية يا محيى وقوعه بعد المفنى يشير إلى أنه تعالى يحييها بعد افنائها بحيوة طيبة هي الحياة الحقه الحقيقية بخلاف الحياة الأولى التي كانت حال البقاء قبل الفناء فإنها كانت مجازية ظلمانية يا مرضى يا منجى سبحانك الخ يا أول كل شئ واخره يا اله كل شئ ومليكه يا رب كل شئ وصانعه يا بارئ كل شئ وخالقه يا قابض كل شئ وباسطه يا مبدئ كل شئ ومعيده يا منشئ كل شئ ومقدره يا مكون كل شئ ومحوله يا محيى كل شئ ومميته يا خالق كل شئ ووارثه سبحانك الخ أكثر الأسماء الشريفة في هذا الفصل يدل على المبدء والمعاد وقد تكلمنا حسب ما يقتضيه كل مقام في المبدء وصفاته وافعاله فلنتكلم كلاما جليا في المعاد فنقول المعاد جسماني وروحاني فمن قائل بالجسماني فقط ومن قائل بالروحاني فقط ومن قائل فحل؟ بهما جميعا وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والأول مذهب أكثر أهل الظاهر والقشريين بناء على أن الروح عندهم جسم سار في البدن سريان النار في الفحم والماء في الورد وان العالم منحصر في عالم الصورة وان اللذة والألم منحصران في الحسيين أو بناء على أن شيئية الشئ بمادته على ما يستفاد من كلام بعضهم والثاني مذهب جمهور الفلاسفة بناء على أن البدن كائن وكل كائن فاسد والباقي انما هو الروح فقط وانسانية الانسان بروحه لا بجسده وان اللذة انما هي اللذة الروحانية من مشاهدة المفارقات النورية ومبدء المبادى والابتهاج بها ونيل روح وصالها مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واليه أشار (ع) بقوله اللهم ان العيش عيش الآخرة واللذات الحسية مما لا يعبؤ بها العقلا ولا سيما انها
(٢٧٧)