الثلاثة هي التجليات عليها إذ قد مر انه كما أن الوجود باعتبار تعين كمالي اسم من الأسماء كذلك باعتبار تجلى فعلى اسم أيضا وان كنت من المتفطنين لحقيقة الخلق والايجاد وانه اختفاء نور الحق تعالى في حجب أسمائه وفى حجب صور أسمائه وان مدة اختفاء النور دورة الخلق كما أن مدة ظهور نوره واستتار حجبه دورة الحق وافنائهم تعرج إليه الملائكة والروح في يوم كان مقداره خمسين الف سنة لوسع لك تجويز ان يكون ذلك الاسم أعم من الرحمة الصفتية والرحمة الفعلية والمكنون منه هو التجلي اللاهوتي أعني التجلي في أسمائه وصفاته في المرتبة الواحدية والثلاثة الظاهرة التجليات الثلاثة المذكورة والاكتنان هنا أشد لأنه إذا كان الرحمة الفعلية ساقطة الإضافة من صقع الذات كان الرحمة الصفتية اوغل في ذلك لان الصفة أقرب من الفعل وقوله (ع) فالظاهر هو الله تبارك وتعالى معناه انه لما كان الاسم عنوانا للمسمى وألة للحاظه فالأسماء الثلاثة ظهورات المسمى فهو الظاهر لان معنى الظاهر ذات له الظهور فالذات التي هو الله له الظهورات فهو الظاهر بالأسماء أو المراد ان الأسماء الثلاثة ظهورات الاسم المكنون المستأثر لنفسه الذي هو عنوان لذاته عند ذاته لكنه معنون بالنسبة إلى الثلاثة والدليل على هذا المراد ان الله اسم واقع على الحضرة الواحدية كاللاهوت فان معناه الذات المستجمعة لجميع الصفات والكمالات وتلك الحضرة أيضا مجمع الأسماء والصفات ولذا عبر في حديث الأعرابي عن النفس اللاهوتية بذات الله العليا والأركان الأربعة لكل واحد من هذه الأسماء عبارة عن الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة المعنويات أعني حرارة العشق والابتهاج وبرودة الطمأنينة والايقان ورطوبة القبول والاذعان أو الإحاطة والسريان ويبوسة التثبت والاستقامة عند الملك المنان نظير ما قال بعض أهل الذوق كجابر بن حيان ان السماوات وما فيها من العناصر الأربعة وحمل عليه قول أمير المؤمنين (ع) في خطبة المبتدئة المذكورة في نهج البلاغة والصواب الحمل على ما ذكرنا والغرض كل الغرض منه تطبيق العالمين الظاهر والباطن بجعل ذلك الاسم كالنير والأثنى عشر ركنا بروجه والثلثين اسما درجات كل برج حتى يتم ثلاثمأة وستون درجة وهي تعينات الأسماء التي انطوت فيها وهي مظهرها فيكون بعدد درجات دورة الفلك الظاهر أو نقول المراد بذلك الاسم الغوث الأعظم الذي هو خاتمة كتاب الوجود كما أن المعنى الأول الذي هو فاتحته روحانيته وهو ختم الكل والاسم الأعظم وقال خلفائه نحن الأسماء الحسنى فجعله أربعة
(٢٦٩)