ان قلت علمه تعالى يتعلق بذاته فان ذاته معلومة لذاته بخلاف قدرته فبطل الاتحاد بل المساواة قلت تعلق العلم والعالمية بذاته تعالى انه تعالى عين العلم لا ان ذاته شئ وعلمه بذاته شئ اخر فهكذا تعلق القدرة والقادرية معناه انه عين القدرة فتحقق المساواة بين مفهومي القدرة والعلم والاتحاد بحسب المصداق وليس الكلام في مفهومي المعلوم والمقدور يا من لا يحصى العباد نعمه كما قال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها افراد النعمة في الآية مع كثرتها المشار إليها بعدم العد والاحصاء إشارة إلى وحدتها في عين كثرتها لغلبة الوحدة ومغلوبية الكثرة كل يعمل على شاكلته أو لأنه لا قدر بجميع نعمه تعالى في جنب بحار كرمه ولا سيما بالنظر إلى نظره مع عظم كل حقير منها وكبره في غاية حقارته وصغره أو إشارة إلى كثرتها في عين وحدتها باعتبار مباديها الطولية النزولية وغاياتها الطولية الصعودية حيث قطع كل منها نصف الدايرة وهو القوس النزولي حتى وصل إلى عالمنا هذا ثم يقطع نصفه الأخر حتى يرجع إلى ما بدء كما أن الشجرة يبتدئ من الثمرة وينتهى إليها وفى عيون الاخبار عن الرضا (ع) عن أبيه موسى ابن جعفر عن أبيه الصادق جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال دعا سلمان أبا ذر رضي الله عنهما إلى منزله فقدم إليه رغيفين فاخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان يا أبا ذر لأي شئ تقلب هذين الرغيفين قال خفت ان لا يكونا ناضجين فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا قال ما اجراك حيث تقلب هذين الرغيفين فوالله لقد علم في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش وعلمت فيه الملائكة حتى القوة إلى الريح وعلمت فيه الريح حتى ألقاه إلى السحاب وعمل فيه السحاب حتى امطره إلى الأرض وعمل فيه الرعد والملائكة حتى وضعوه مواضعه وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب والملح وما لا أحصيه أكثر فكيف لك ان تقوم بهذا الشكر يا من لا تبلغ الخلايق شكره لان شكره بحوله وقوته وذلك موجب شكر اخر ويتسلسل وفى دعاء عرفه عن سيد الشهدا (ع) لو حاولت واجتهدت مدى الاعصار والأحقاب لو عمرتها ان أؤدي شكر واحدة من نعمك ما استطعت ذلك الا بمنك الموجب على شكرا انفا جديدا وثناء طارفا عتيدا أجل ولو خرصت والعادون من أنامك ان تحصى مدى انعامك سالفة وآنفة ما حصرناه عددا ولا أحصيناه ابدا الدعاء أو لان الشكر تعظيم المنعم لانعامه باللسان
(٢٠٩)