النبوة وضع الآداب الناموسية والولاية كشف الحقايق الإلهية فان ظهر من النبي تبيين الحقايق فهو بما هو ولى فان كل نبي ولى ولا عكس فان النبي كمراة لها وجهان وجه إلى الحق ووجه إلى الخلق فولايته من وجهه إلى الحق ونبوته من وجهه إلى الخلق وقيل النبوة وضع الحجاب والولاية رفع الحجاب لان دفع الفساد أهم في نظر النبي وهو لا يتأتى الا بوضع الحجاب أقول النبوة على قسمين نبوة التعريف ونبوة التشريع فالأولى هي الانباء عن معرفة الذات والصفات والأسماء والثانية جميع ذلك مع تبليغ الأحكام والتأديب بالأخلاق والقيام بالسياسة والولاية قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه وذلك يتولى الحق إياه حتى يبلغه غاية القرب والتمكين يا رب الجنة والنار المراد بالجنة جنة الافعال لا جنة الذات والصفات يا رب الصغار والكبار يا رب الحبوب والثمار صورية أو معنوية فالحبوب المعنوية كالملكات والثمار المعنوية كالعلوم والأعمال واللوازم والآثار المتفرعة على الملكات في الدنيا والآخرة وقس عليه سابقه ولا حقه يا رب الأنهار والأشجار فمن الأنهار المعنوية الأنهار العظيمة المنشعبة من بحر ماء الحياة الهوية السارية في كل شئ كما قال تعالى وجعلنا من الماء كل شئ حي وهذا الماء الحياة في ظلمة فناء التعينات واستهلاك الذوات كما قال (ع) ان الله تعالى خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره فالأنهار أربعة نهر لاهوتي في عالم الأسماء ونهر جبروتي في عالم العقول والمثل النورية ونهر ملكوتي أعلى في عالم النفوس ونهر ملكوتي أسفل في عالم المثل المعلقة ومن الأنهار الصورية الأنهار الأربعة التي في الجنة التي وعد المتقون كما قال تعالى فيها انهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وقد طبقها في مفاتيح الغيب على العلوم الأربعة من المنطقيات والرياضيات والطبيعيات والإلهيات ومن الأشجار الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء وهي التي مثل الكلمة الطيبة والشجرة المباركة الزيتونية التي هي عند العرفاء عبارة عن الروح البخاري اللطيف المتولد في القلب الحامل لقوة الحس والحركة الإرادية وليست من شرق عالم الأرواح المجردة ولا من غرب عالم الأجساد الكثيفة ويسمونه نفسا وهو ظاهر القلب الممثل في القران بالزجاجة والكوكب الدري وباطن القلب يسمونه روحا ومثله تعالى بالمصباح عندهم وشجرة موسى (ع) وشجرة طوبى التي ورد ان طوبى شجرة أصلها في دار على ابن أبي طالب (ع)
(٢٠٦)