وليس من مؤمن الا وفى داره غصن من أغصانها وتأويلها من حيث نور ذاته انه (ع) ادم الأول ونسبته إلى أنوار ذوات السعداء من الأولياء والعلماء والصلحاء في الولادة المعنوية نسبة ادم (ع) إلى أولاده في الولادة الصورية كما ورد ان شيعتهم من فاضل طينتهم ومن حيث نور علمه (ع) ان العلوم والمعارف المبدئية والمعادية قبسات من مشكاة ولاية باب مدينة العلم كيف وروح القدس الذي هو فياض العلوم على النفوس المستعدة في جنان الصاقورة ذاق من حدايقهم الباكورة فما أحسن تعريفاتهم وما أحلى تنبيهاتهم ثم عموم الأشجار يشمل شجرة الزقوم كما في رب الجنة والنار يا رب الصحارى والقفار لما كانت القفرة الخلاء من الأرض ويقال أقفر المكان إذا خلا من أهله فيشمل بحسب التأويل الصحارى المهيات والمواد حين (كونها معمورة بالوجودات في الصور والأرواح والقفار المهيات والمواد) حين صيرورتها خربة باسقاط إضافة الوجود عنها وبيد أهلها وجلاء وطنهم العارضي بانجلاء وطنهم الأصلي ونسف جبال الآنيات كما قال تعالى يسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا والصحاري بالألف المقصورة أيضا وان جاء جمعا للصحراء الا ان الصحارى بالياء أطبق بما بعده يا رب البراري والبحار قد شاع بين علماء التأويل تأويل البر بعالم الأجساد والبحر بعالم الأرواح كما في قوله تعالى ويعلم ما في البر والبحر وذلك للطافة الماء وكثافة الأرض وجريانه وجمودها فيناسبه النازعات غرقا في شهود جماله والسابحات سبحا في بحار جلاله ولكونه رقيقة الحياة وكونها رقيقة الموت ولذا جعل في الشرع الماء طاهرا مطهرا على العموم كما أن الحياة إذا قارنت الأجساد كانت طاهرة وإذا فارقتها كانت نجسة الا في الكافر فإنه مع مقارنة الحياة ومع المفارقة نجس فان حياته كلا حياة حيث إن الحياة الحقيقية هي العلم والايمان فيمن من شانه ذلك كما قال (ع) الناس موتى واهل العلم احياء والا في الكلب والخنزير لوجود المانع فيها إذ الكلب مع صفاته العشر المشهورة المأثورة الغضب مستول عليه والأذية شيمته والغضب نجاسته معنوية وهو مظهره الأعظم والخنزير الشهوة مستولية وهي أيضا نجاسة معنوية وهو مظهره الأعظم فحكم الشارع (ع) بنجاستهما بين الحيوانات إشارة إلى كون الشهوة والغضب من الرزايل والخبائث مع أن الكلب حارس الغنم واكثر منافع الناس يدور على الغنم والخنزير ذكر الأطباء في لحمه بل في أعضائه الأخر خواص كثيرة يا رب الليل والنهار الليل وان اطلق في التأويلات على العدم
(٢٠٧)