وكسر سورتها يد الانس ببرد الايقان وكافور الاطمينان ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا أو انه على ما قيل يحرق في الدنيا قلوب العاشقين وفى الآخرة جلود الفاسقين كلها اوقد في صدورهم نيران الفراق بالاستشعار بالانائية تداركه بروح الوصال وبرد التلاق بتذكار المعية القيومية نظير ما في الفارسية خوبرويان جفا پيشه وفا نيز كنند * بكسان درد ببخشند ودوا نيز كنند وعلى المعنى الثاني فالمعنى ان وجهه تعالى قرار بصرهم ونصب عينهم فلا يقع طرفهم على طرف الغير وأناخوا مطايا هممهم بمربعه عن السير كما قيل مقيدان تو از ياد غير خاموشند بخاطرى كه توئى ديكران فراموشند الا بذكر الله تطمئن القلوب بل نسوا أنفسهم كصويحبات يوسف (ع) بل فنت ذاتهم عن ذاتهم كما في مولى العابدين أمير المؤمنين (ع) في صلاته وكما في مولانا الصادق (ع) حيث قال ما زلت اكر راية حتى سمعتها من قائلها يا منفسا عن المكروبين معناه الظاهري واضح واما معناه الباطني فقد جعل محيي الدين العربي س في الفصوص تنفيس الحق بمعنى ارسال النفس الرحماني على الأعيان الثابتة وترويح كرب الأسماء كما أن التنفيس الانساني ترويح الروح البخاري بجذب الهواء البارد الخارجي وارسال الهواء الحار الداخلي وكرب الأسماء اقتصاؤها مظاهرها ومربوباتها من الأعيان الكونية فالألوهية تقتضي المألوه والربوبية تطلب المربوب وهكذا ومعلوم ان الذات بذاته غنى عن العالمين والاسم ون كان عين المسمى بوجه لكن غيره بوجه يا مفرجا عن المهمومين يا اله الأولين والآخرين سبحانك الخ أي الماضين والآتين كما في قوله تعالى ثلة من الأولين وقليل من الآخرين اللهم إني أسئلك بسمك يا ربنا يا إلهنا يا حبيبنا يا طبيبنا يا سيدنا يا مولينا يا ناصرنا يا حافظنا يا دليلنا يا معيننا سبحانك الخ قد مر كلها ولا تفاوت الا ان المقام قد يقتضى الافراد وقد يقتضى الإضافة وهذه الإضافة تشريفية وفيه من الافتخار والالتذاذ للذاكر ما لا يخفى ومثل هذه الإضافة أنطقت وشوقت عنادل أفئدة عشاق ذي الجمال والجلال فترنمت بلسان الحال أو المقال بقوله بجهان خرم از انما كه جهان خرم از أو ست عاشقم بر همه عالم كه همه عالم از أو ست وكذا مثل هذه الإضافة الواقعة في قوله تعالى وان عليك لعنتي يوم الدين أسكرت إبليس اللعين حيث حمل على كاهله اوقار اللعنة إلى يوم الدين
(٢٠١)