على ما نقل عنه السيد المحقق الداماد س في الجذوات إذا اعتبر واجب الوجود من حيث تأثيره في الممكنات فوضع له تعالى الخمسة التي إذا ضربت في نفسها ظهرت في حاصل الضرب وفى حاصل ضربها في مربعها وكذا في جميع المراتب التي بعد التربيع والهاء التي قيل هي الأصل في لفظة الله فإنهم قالوا أصل هذا اللفظ ثم أشبع تارة فصار هو والحق اللام تارة فصار له فله الخلق والامر ثم الحق الألف ثم الحق اللام الأخرى فصار لله فلله ما في السماوات والأرض والحق إليه الألف واللام أخرى فصار الله وفى هذا الاسم الأعظم اسرار وخصايص لا تحصى انتهى وفى مجمع البيان ذكر أنه قال أبو جعفر باقر علم الأولين والآخرين في معنى قل هو الله أحد قل أي أظهر ما أوحينا وما نبأناك به بتأليف الحروف التي قرأناها عليك ليهتدى بها من القى السمع وهو شهيد وهو اسم مكنى مشار إلى غايب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت والواو إشارة إلى الغايب عن الحواس كما أن قولك هذا إشارة إلى الشاهد عند الحواس وذلك أن الكفار نبهوا على آلهتهم بحرف إشارة الشاهد المدرك فقالوا هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالابصار فأشر أنت يا محمد إلى إلهك الذي تدعوا إليه هل تراه وتدركه فأنزل الله سبحانه قل هو الله أحد فالهاء تثبيت للثابت والواو إشارة إلى الغايب عن درك الحواس وانه المتعالى عن ذلك بل هو مدرك الابصار ومبدع الحواس وحدثني أبي عن أبيه عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال رأيت الخضر في المنام قبل بدر بليلة فقلت علمني شيئا انتصر به على الأعداء فقال قل يا هو يا من لا هو الا هو فلما أصبحت قصصت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا علي علمت الاسم الأعظم فكان على لساني يوم بدر قال وقرء (ع) يوم بدر قل هو الله أحد فلما فرغ قال يا هو يا من لا اله الا هو اغفر لي وانصرني على القوم الكافرين وكان يقول ذلك يوم صفين وهو يطارد فقال له عمار بن ياسر يا أمير المؤمنين ما هذه الكنايات قال اسم الله الأعظم وعماد التوحيد لله لا اله الا هو ثم قرء شهد الله انه لا اله الا هو واخر الحشر ثم نزل فصلى أربع ركعات قبل الزوال انتهى أقول قوله (ع) فالهاء تثبيت للثابت والواو إشارة إلى الغايب عن الحواس مع أن الهاء حرف حلقى والحلق اقصى الفم يناسب الغيب والواو شفوي والشفة ظاهر الفم لا يناسب الغيب بل الظهور لأجل انه في تأدية الهاء يرسل النفس من الباطن إلى الظاهر فيناسب تثبيت الثابت وفى تأدية الواو ينضم الشفة كأنه يريد ان يحبسه فيناسب
(١٩٥)