شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٠٣
لأجلي وأيضا كنت كنز الحديث وقد ظهر وجه تسميته بالخاتم من كونه غاية للكل سوى الوجه الظاهري الذي هو انه انقطع باب النبوة عنده وهنا وجه اخر للتسمية وهو ان كل كمال وجمال وجلال فيما دونه خزانتها عنده وهي ملكه فكأنه صلى الله عليه وآله جعلها في مخزنه وغلق بابه وضرب عليه خاتمه فهو صلى الله عليه وآله ختم الكمالات قاطبة فإنه حيث كان أشرف الموجودات الصاعدة إليه تعالى وبقاعدة الامكان الأخس كل نوع ما لم يستوف كمالات النوع الأخس منه لم يتخط إلى مقام النوع الأشرف وهكذا إلى أن ينتهى إلى نوع أشرف لا أشرف في الأنواع منه وهكذا في افراد ذلك النوع الأشرف حتى ينتهى إلى فرد أشرف لا أشرف فوقه سوى واجب الوجود تعالى شانه أي كاينات را بوجود تو افتخار أي بيش از افرينش وكم زافريدكار * ختم رسل سيد انس وپرى * هندوي أو جاى زحل مشترى آب رخ عقل نم جوى أو * هر دو جهان تعبيه در كوى أو فثبت انه صلى الله عليه وآله خاتم كل كمال إنساني وجامع كل جمال وجلال في حكيم رباني وخليفة سبحاني وان كل من بعده أظلته لكليته والخاتم بالكسر الطابع وبالفتح الطايع وكلاهما مناسب ثم كما أنه صلى الله عليه وآله خاتمة كتاب الكمال الانساني والكلمات الطيبة الصاعدة كذلك فاتحته واعرف ذلك من كونه صلى الله عليه وآله غاية إذ كلما كان غاية كان بداية والغاية متأخرة عينا مقدمة علما أول الفكر اخر العمل واليه أشاروا عليهم السلام بقولهم نحن الآخرون السابقون وقال صلى الله عليه وآله أول ما خلق الله روحي أو عقلي أو نوري وقال كنت نبيا وادم بين الماء والطين والمراد بالابرار أصحاب اليمين وبالأخيار المقربون لكنهما كالظرف والمجرور وكالفقير والمسكين إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا فمن موارد الاجتماع مثل ما ههنا ما في الزيارة الجامعة الكبيرة وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار وبمعناه أيضا قولهم حسنات الأبرار سيئات المقربين ومن موارد الافتراق قوله تعالى في كتابه المجيد ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا وفى الحديث القدسي الا طال شوق الأبرار إلى لقائي وانى لاشد شوقا إليهم هذا من طرف الأبرار واما من طرف الأخيار مثل قولهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله صحبه الأخيار والصديق مبالغة الصادق وهو في اصطلاح أهل السلوك من كان صادقا في الأقوال والافعال والأحوال والنيات والعزمات وكان صادق الوعد وإذا كان كل ذلك ملكة له كان صديقا واليه أشار بقوله تعالى فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»