في مقام الصبر ثم بعد سنين متطاوله صادفه وسئله فيم أنت فأجاب بمقام اخر كالرضا مثلا فقال إذا كنت طول عمرك مشتغلا بنفسك فمتى تشتغل بالله ومقصوده ليس منع الاشتغال بتهذيب النفس بل المقصود هو التخطي بسرعة كما قال النبي صلى الله عليه وآله سيروا فقد سبق المفردون وورد ان بعض النفوس يمرون على الصراط كالبرق اللامع وكونه أربعة بعدد التجليات يا رب البلد الحرام وهو مكة وباطنه صورة الانسان الكامل الذي قلبه بيت الحرام الذي فيها يا رب الركن والمقام أي الركن اليماني والعراقي والشامي والمغربي والمقام مقام إبراهيم (ع) وهو الحجر الذي عليه اثر قدمه (ع) وباطن الأركان أصول الايمان التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد وباطن المقام التثبت في الملة الحنيفية المنسوب إلى إبراهيم (ع) ويظهر من الاخبار ان الركن اليماني له اختصاص بالأئمة وشيعتهم ولا يعرف فضله الا الأئمة وشيعتهم فارى ان باطنه الولاية وهو صورتها ففي الصحيح عن أبي عبد الله (ع) الركن اليماني باب من أبواب الجنة لم يغلقه الله منذ فتحه وفى رواية أخرى بابنا إلى الجنة الذي منه ندخل وروى الكليني في الصحيح عن أبي أسامة عن أبي عبد الله قال كنت أطوف مع أبي عبد الله (ع) فكان إذا انتهى إلى الحجر مسحه بيده وقبله وإذا انتهى إلى الركن اليماني التزمه فقلت جعلت فداك تمسح الحجر بيدك وتلزم اليماني فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما أتيت الركن اليماني الا وجدت جبرئيل (ع) قد سبقني إليه يلتزمه وعن أبي الفرج السندي عن أبي عبد الله (ع) قال كنت أطوف معه بالبيت فقال أي هذا أعظم حرمة فقلت جعلت فداك أنت اعلم بهذا منى فأعاد على فقلت له داخل البيت فقال الركن اليماني على باب من أبواب الجنة مفتوح لشيعة آل محمد مسدود من غيرهم وما من مؤمن يدعو بدعاء الا صعد دعاؤه حتى يلصق بالعرش ما بينه وبين الله حجاب وعن أبي الحسن (ع) ان رسول الله صلى الله عليه وآله طاف بالكعبة حتى إذا بلغ الركن اليماني رفع رأسه إلى الكعبة فقال الحمد لله الذي شرفك وعظمك والحمد لله الذي بعثني نبيا وجعل عليا إماما اللهم اهد له خيار خلقك وجنبه شرار خلقك يا رب المشعر الحرام لعل المراد به ما يعم عرفات لأنه أيضا مشعر العبادة ويطلق على هذا المعنى كثيرا كما في الحديث السابق يا رب المسجد الحرام نسبته إلى البيت نسبة الصدر المعنوي إلى القلب المعنوي يا رب الحل والحرام أم أي ما يحل فعله سواء كان مع المنع من الترك وهو الواجب أو مع جواز الترك على مرجوحية وهو المندوب أو على
(١٠٥)