التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٠١
تنزيل من رب العلمين 80 أفبهذا الحديث أنتم مدهنون 81 وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون 82 فلولا إذا بلغت الحلقوم 83 وأنتم حينئذ تنظرون 84 أحدهما تفسيرا والآخر تأويلا.
* (تنزيل من رب العلمين * أفبهذا الحديث) *: يعني القرآن.
* (أنتم مدهنون) *: متهاونون.
* (وتجعلون رزقكم) *: أي شكر رزقكم.
* (أنكم تكذبون) *: أي بمن أنزله عليكم ورزقكم إياه حيث تنسبون الأشياء إلى الأنواء (1).
القمي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قرأ الواقعة فقال: تجعلون شكركم أنكم تكذبون، فلما انصرف قال: إني قد عرفت أنه سيقول قائل لم قرأ هكذا؟ قرأتها لأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤها كذلك، وكانوا إذا أمطروا قالوا: أمطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " (2).
وعن الصادق (عليه السلام) في قوله: " وتجعلون رزقكم " قال: بل هي " وتجعلون شكركم " (3).
* (فلولا إذا بلغت الحلقوم) *: أي النفس.
* (وأنتم حينئذ تنظرون) *: الخطاب لمن حول المحتضر.

١ - الأنواء: جمع نوء - بفتح نون وسكون واو فهمزة - وهو النجم. قال أبو عبيدة: هي ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع الآخر قالوا: لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون: مطرنا بنوء كذا. مجمع البحرين: ج ١، ص ٤٢٢، مادة " نوا ".
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٤٩، س ١٥.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص 349 - 350.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 107 ... » »»