إنه لقرآن كريم 77 في كتب مكنون 78 لا يمسه إلا المطهرون 79 من الأئمة (عليهم السلام) يحلف بها الرجل إن ذلك عند الله عظيم، قال: وهذا الحديث في نوادر الحكمة (1).
* (إنه لقرآن كريم) *: كثير النفع لاشتماله على أصول العلوم المهمة في إصلاح المعاش والمعاد.
* (في كتب مكنون) *: مصون، وهو اللوح كما في حديث تفسير " ن * والقلم " (2).
* (لا يمسه إلا المطهرون) *: لا يطلع على اللوح إلا المطهرون من الكدورات الجسمانية، أو لا يمس القرآن إلا المطهرون من الأحداث، فيكون نفيا بمعنى نهي.
في التهذيب: عن الكاظم (عليه السلام) قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا، ولا تمس خطه ولا تعلقه، إن الله تعالى يقول: " لا يمسه إلا المطهرون " (3).
وفي الإحتجاج: لما استخلف عمر سأل عليا (عليه السلام) أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه، فقال:
هيهات ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة: " إنا كنا عن هذا غافلين " (4) أو تقولوا: " ما جئتنا به " (5)، فإن القرآن الذي عندي " لا يمسه إلا المطهرون " والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم، قال علي (عليه السلام): نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره، ويحمل الناس عليه فتجري السنة به (6).
أقول: وفي التحقيق لا منافاة بين المعنيين لجواز الجمع بينهما وإرادة كل منهما، أو يكون