ما غنم المسلمون مثلها قط إلا أن يكون من خيبر فإنها مثل خيبر، وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم هذه السورة: " والعاديات ضبحا "، يعني بالعاديات: الخيل تعدو بالرجال، والضبح:
ضبحها في أعنتها ولجمها، " فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا " فقد أخبرك إنها غارت عليهم صبحا، " فأثرن به نقعا " قال: يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعا " فوسطن به جمعا * إن الإنسان لربه لكنود " قال: لكفور، " وإنه على ذلك لشهيد * وإنه لحب الخير لشديد " قال:
يعنيهما، قد شهدا جميعا وادي اليابس وكانا لحب الحياة حريصين " أفلا يعلم " إلى آخر السورة، قال: نزلت الآيتان فيهما خاصة يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما وفعالهما (1).
القمي: أيضا في قوله: " إن الإنسان لربه لكنود " أي لكفور، وهم الذين أمروا وشاوروا على أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يدع الطريق مما حسدوه، وكان علي (عليه السلام) أخذهم على غير الطريق الذي أخذ فيه أبو بكر وعمر، فعلموا أنه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لأبي بكر: إن عليا غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق سبع لا يأمن فيه السباع، فمشوا إليه فقالوا: يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق سبع، فلو رجعت إلى الطريق، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الزموا رحالكم وكفوا عما لا يعنيكم، واسمعوا، وأطيعوا، فإني أعلم بما أصنع، فسكتوا، " وإنه على ذلك لشهيد " على العدواة، " وإنه لحب الخير لشديد " يعني حب الحياة، حيث خافوا السباع على أنفسهم، فقال الله: " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور " أي يجمع ويظهر، " إن ربهم بهم يومئذ لخبير " (2).
في ثواب الأعمال (3)، والمجمع: عن الصادق (عليه السلام) من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءتها بعثه الله عز وجل مع أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم القيامة خاصة، وكان في حجره ورفقائه (4).