التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٥٤٥
بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر 1 حتى زرتم المقابر 2 سورة التكاثر: مدينة، وقيل: مكية، ثمان آيات بالإجماع.
* (ألهاكم التكاثر) *: شغلكم التباهي بالكثرة.
* (حتى زرتم المقابر) *: حتى إذا استوعبتم عدد الأحياء صرتم إلى المقابر فتكاثرتم بالأموات، عبر عن انتقالهم إلى ذكر الموتى بزيارة المقابر.
وقيل: معناه ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم، مضيعين أعماركم في طلب الدنيا عما هو أهم لكم، وهو السعي لآخرتكم، فتكون زيارة القبور كناية عن الموت (1).
وفي نهج البلاغة ما يؤيد المعنى الأول، حيث قال (عليه السلام) بعد تلاوته لهذه السورة:
أفبمصارع آبائهم يفخرون، أم بعديد الهلكى يتكاثرون (2). قال: ولأن يكونوا عبرا أحق من أن يكونوا مفتخرا، ولأن يهبطوا بهم جناب ذلة أحجى (3) من أن يقوموا بهم مقام عزة (4).
وفي روضة الواعظين: عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما يدل على المعنى الثاني، قال: إنه قرأ " ألهاكم التكاثر " فقال: تكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها في الأوعية " حتى زرتم المقابر " حتى دخلتم قبوركم (5).

١ - أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٥٧٤، س ١.
٢ - نهج البلاغة: ص ٣٣٨، الخطبة: ٢٢١.
٣ - الحجى - بالكسر والقصر -: العقل، وأولي الحجى: أصحاب العقول، وأحجى: أجدر وأحق. مجمع البحرين:
ج ١
، ص ٩٥ - ٩٦، مادة " حجا ".
٤ - نهج البلاغة: ص ٣٣٨، الخطبة: ٢٢١.
٥ - روضة الواعظين: ص 493، مجلس في ذكر القبر.
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 538 539 541 542 543 545 546 547 548 549 550 ... » »»