التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٤٩٧
يقبلها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لك في الجنة حدائق وحدائق، فأنزل الله في ذلك: " فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى " يعني أبا الدحداح، الآية (1).
ورواه في قرب الإسناد عن الرضا (عليه السلام)، وفيه: أن أبا الدحداح اشتراها منه بحائطه، وأنه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): فلك بدلها نخلة في الجنة، قال: " فأما من أعطى " يعني النخلة، " وصدق بالحسنى " يعني بوعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
ورواه في المجمع، عن ابن عباس، إلا أنه قال: إن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير، فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمرة من أيديهم، فإن وجدها في في أحدهم أدخل إصبعه حتى يخرج التمرة من فيه، فشكا ذلك الرجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم ساق الحديث إلى أن قال: فاشتراها منه أبو الدحداح بأربعين نخلة، فذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله إن النخلة قد صارت لي فهي لك، فذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى صاحب الدار فقال له: النخلة لك ولعيالك، فأنزل الله " والليل إذا يغشى " السورة (3).
وفي الكافي (4)، والجوامع: عن الباقر (عليه السلام) " فأما من أعطى " مما أتاه الله، " واتقى * وصدق بالحسنى " أي بأن الله يعطي بالواحد عشرا إلى مائة ألف فما زاد " فسنيسره لليسرى " لا يريد شيئا من الخير إلا يسر الله له، " وأما من بخل " بما أتاه الله " وكذب بالحسنى " بأن الله يعطي بالواحد عشرا إلى مائة ألف " فسنيسره للعسرى " لا يريد شيئا من الشر إلا يسر له " وما يغنى عنه ماله إذا تردى " قال: والله ما تردى من جبل ولا من حائط ولا في بئر، ولكن تردى في نار جهنم (5).
وفي المناقب: عنه (عليه السلام): " فأما من أعطى واتقى " آثر بقوته، وصام حتى وفى بنذره، وتصدق بخاتمه وهو راكع، وآثر المقداد بالدينار على نفسه " وصدق بالحسنى " وهي الجنة والثواب من الله " فسنيسره " لذلك بأن جعله إماما في الخير، وقدوة، وأبا للأئمة (عليهم السلام) يسره الله لليسرى (6).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٤٢٥ - ٤٢٦.
٢ - قرب الإسناد: ص ٣٥٥ - ٣٥٦، ح ١٢٧٣.
٣ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٥٠١، س ١٥.
٤ - الكافي: ج ٤، ص ٤٦ - ٤٧، ح ٥، باب النوادر. وفيه: " بأن الله يعطي بالواحدة عشرة ".
٥ - جوامع الجامع: ص ٥٤٤، س ١٢، الطبعة الحجرية.
٦ - المناقب لابن شهرآشوب: ج 3، ص 320، س 3.
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 491 492 493 495 496 497 498 499 501 502 503 ... » »»