التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٢
إذ يغشى السدرة ما يغشى 16 ما زاغ البصر وما طغى 17 لقد رأى من آيات ربه الكبرى 18 أمامك إلى السدرة، فوقف عندها قال: فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى السدرة وتخلف جبرئيل (عليه السلام)، قال: إنما سميت سدرة المنتهى لأن أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة، والحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهم (1) من أعمال العباد في الأرض، قال: فينتهون بها إلى محل السدرة، قال: فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرأى أغصانها تحت العرش وحوله، قال: فتجلى لمحمد (صلى الله عليه وآله) نور الجبار عز وجل فلما غشى محمد (صلى الله عليه وآله) النور شخص ببصره وارتعدت فرائصه، قال: فشد الله عز وجل لمحمد (صلى الله عليه وآله) قلبه وقوى له بصره حتى رأى من آيات ربه ما رأى، وذلك قول الله عز وجل: " ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى " يعني الموافاة، قال: فرأى محمد (صلى الله عليه وآله) ما رأى ببصره من آيات ربه الكبرى، يعني أكبر الآيات، قال (عليه السلام): وإن غلظ السدرة لمسيرة مائة عام من أيام الدنيا، وإن الورقة منها تغطي أهل الدنيا (2).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: رأيت على كل ورقة من أوراقها ملكا قائما يسبح الله تعالى (3).
* (إذ يغشى السدرة ما يغشى) *: تعظيم وتكثير لما يغشاها بحيث لا يكتنهها نعت ولا يحصيها عد. القمي قال: لما رفع الحجاب بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) غشى نوره السدرة (4).
* (ما زاغ البصر) *: ما مال بصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عما رآه.
* (وما طغى) *: وما تجاوزه، بل أثبته إثباتا صحيحا مستقيما.
* (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) *: يعني رأى أكبر الآيات، كما سبق.

١ - وفي نسخة: [ما ترفع إليهم الملائكة].
٢ - علل الشرائع: ص ٢٧٦ - ٢٧٧، ح ١، باب ١٨٥ - العلة التي من أجلها نهي عن التغوط تحت الأشجار المثمرة. والعلة التي من أجلها سميت سدرة المنتهى.
٣ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ١٧٥، س ٢٥.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 338، س 8.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»