ولقد رآه نزلة أخرى 13 عند سدرة المنتهى 14 عندها جنة المأوى 15 وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: أمن الله أو من رسوله، فقال: الله جل ذكره لرسوله: قل لهم: " ما كذب الفؤاد ما رأى " ثم رد عليهم فقال: " أفتمرونه على ما يرى " فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أمرت فيه بغير هذا، أمرت أن أنصبه للناس فأقول هذا وليكم من بعدي، وأنه بمنزلة السفينة يوم الغرق من دخل فيها نجا ومن خرج عنها غرق (1).
* (ولقد رآه نزلة أخرى) *: مرة أخرى بنزول ودنو.
* (عند سدرة المنتهى) *: التي ينتهي إليها أعمال أهل الأرض في الصعود كما يأتي.
* (عندها جنة المأوى) *: التي يأوي إليها المتقون.
القمي: " سدرة المنتهى " في السماء السابعة، و " جنة المأوى " عندها (2).
وعن الرضا (عليه السلام): لما أسري به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى (3).
وعن الباقر (عليه السلام): قال: فلما انتهى إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تخذلني؟ فقال: تقدم أمامك فوالله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة، قيل: وما السبحة، فأومى بوجهه إلى الأرض وبيده إلى السماء، وهو يقول: جلال ربي جلال ربي ثلاث مرات (4).
وفي العلل: عنه (عليه السلام) " ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى " يعني عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها، وقال:
يا محمد إن هذا موقفي الذي وضعني الله عز وجل فيه ولن أقدر على أن أتقدمه ولكن امض أنت