الله (صلى الله عليه وآله) منه، وأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له: كذبت على عبد الله سيدنا، فلما رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان زيد معه يقول: اللهم إنك لتعلم أني لم أكذب على عبد الله ابن أبي، فما سار إلا قليلا حتى أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما كان يأخذه من البرحاء (1) عند نزول الوحي عليه، فثقل حتى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي، فسرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يسكب العرق عن جبهته، ثم أخذ باذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل ثم قال: يا غلام صدق فوك ووعى قلبك، وأنزل الله فيما قلت قرآنا، فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين ففضح الله عبد الله بن أبي (2).
قال القمي: فلما نعتهم الله لرسوله، وعرفهم مشى إليهم عشائرهم فقالوا لهم: قد افتضحتم ويلكم فأتوا نبي الله يستغفر لكم، فلووا رؤوسهم، وزهدوا في الاستغفار (3).
وفي رواية: إن ولد عبد الله بن أبي أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن كنت عزمت على قتله فمرني أن أكون أنا الذي أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الأوس والخزرج أني أبرهم ولدا بوالده، فإني أخاف أن تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا بكافر، فأدخل النار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل تحسن لك صحابته ما دام معنا (4).
وفي الكافي: عن الكاظم (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا، وأنزل بذلك قرآنا، فقال: يا محمد " إذا جاءك المنفقون " بولاية وصيك " قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنفقين " بولاية علي (عليه السلام) " لكاذبون * اتخذوا أيمنهم جنة فصدوا عن سبيل الله " والسبيل هو الوصي " إنهم ساء ما كانوا يعملون * ذلك بأنهم آمنوا " برسالتك و " كفروا " بولاية وصيك " فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون " يقول: لا يعقلون