التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٧٥
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحب القبور 13 الحارث بن الهشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله ما ذلك المعروف الذي أمرنا الله أن لا نعصيك فيه؟ قال: لا تلطمن خدا، ولا تخمشن وجها، ولا تنتفن شعرا، ولا تشققن جيبا، ولا تسودن ثوبا، ولا تدعين بويل، فبايعهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك؟ قال: إنني لا أصافح النساء، فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثم أخرجها، فقال: أدخلن أيديكن في هذا الماء فهي البيعة (1).
والقمي: ذكر عبد المطلب مكان هشام، وزاد: ولا تقمن عند قبر (2).
وفي رواية أخرى في الكافي: ولا تنشرن شعرا (3).
وفيه: عنه (عليه السلام) قال: جمعهن حوله ثم دعا بتور (4) برام (5) فصب فيه ماء نضوحا، ثم غمس يده فيه، ثم قال: اسمعن يا هؤلاء أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا، ولا تسرقن، ولا تزنين، ولا تقتلن أولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن، ولا تعصين بعولتكن في معروف أأقررتن؟ قلن: نعم، فأخرج يده من التور ثم قال لهن اغمسن أياديكن (6) ففعلن.
فكانت يد رسول الله الطاهرة أطيب من أن يمس بها كف أنثى ليست له بمحرم (7).
* (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) *: يعني عامة الكفار

١ - الكافي: ج ٥، ص ٥٢٧، ح ٥، باب صفة مبايعة النبي (صلى الله عليه وآله) النساء.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٦٤، س ١٠.
٣ - الكافي: ج ٥، ص ٥٢٦ - ٥٢٧، ح ٣، باب صفة مبايعة النبي (صلى الله عليه وآله) النساء. وفيه: " لا ينشرن شعرا ".
٤ - التور - بالفتح فالسكون -: إناء صغير من صفر أو خزف يشرب منه، ويتوضأ فيه. مجمع البحرين: ج ٣، ص ٢٣٤، مادة " تور ".
٥ - برام: جبل في بلاد بني سليم عند الحرة من ناحية البقيع.
٦ - وفي نسخة: [أيديكن] كما في المصدر.
٧ - الكافي: ج ٥، ص 526، ح 2، باب صفة مبايعة النبي (صلى الله عليه وآله) النساء.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 179 180 181 ... » »»