التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٨٨
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم 3 ذ لك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم 4 مثل الذين حملوا التورية ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدى القوم الظالمين 5 يزعمون أنه إنما سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب، فقال: كذبوا عليهم لعنة الله أنى ذلك، والله يقول: " هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة " فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن، والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين، أو قال بثلاث وسبعين لسانا، وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عز وجل: " لتنذر أم القرى ومن حولها " (1) (2).
وقد مضى هذا الحديث في سورة الأعراف (3).
* (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) *: لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون. قيل: وهم الذين جاؤوا بعد الصحابة إلى يوم الدين، فإن دعوته وتعليمه يعم الجميع (4).
وفي المجمع: عن الباقر (عليه السلام): هم الأعاجم ومن لا يتكلم بلغة العرب، وقال: لو كان الإيمان في الثريا لنالته رجال من هؤلاء (5).
* (وهو العزيز الحكيم * ذ لك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) *: الذي يستحقر دونه نعم الدنيا ونعيم الآخرة.
* (مثل الذين حملوا التورية) *: علموها وكلفوا العمل بها.

١ - الأنعام: ٩٢. 2 - علل الشرائع: ص 124، ح 1، باب 105 - العلة التي من أجلها سمي النبي الأمي.
3 - ذيل الآية: 157، انظر ج 3، ص 252 من كتابنا تفسير الصافي.
4 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 476، س 4.
5 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 284، س 18.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»