التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١١٦
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطما وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور 20 يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد، فقال الرجل: وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال: بل قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه، ويسلمون لنا فأولئك شركاؤنا فيه حقا حقا (1).
وفي رواية قال: إنما يجمع الناس الرضا والسخط فمن رضى أمرا فقد دخل فيه، ومن سخط فقد خرج منه (2).
* (لهم أجرهم ونورهم) *: أجر الصديقين والشهداء ونورهم.
* (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحب الجحيم * اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد) *: لما ذكر حال الفريقين حقر أمور الدنيا يعني ما لا يتوصل به منها إلى سعادة الآخرة بأن بين أنها أمور وهمية عديمة النفع سريعة الزوال، وإنما هي لعب يتعب الناس فيه أنفسهم جدا إتعاب الصبيان في الملاعب من غير فائدة، ولهو يلهون به أنفسهم عما يهمهم، وزينة من ملابس شهية، ومراكب بهية، ومنازل رفيعة، ونحو ذلك، وتفاخر بالأنساب والأحساب، وتكاثر بالعدة والعدد، وهذه ستة أمور جامعة لمشتهيات الدنيا مما لا يتعلق منها بالآخرة مترتبة في الذكر ترتب مرورها على الإنسان غالبا.
* (كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون

١ - المحاسن: ج ١، ص ٤٠٧ - ٤٠٨، ح ٩٢٦ / ٣٢٨، باب ٣٣ - النية.
٢ - المحاسن: ج ١، ص 408، ح 927 / 329، باب 33 - النية.
(١١٦)
مفاتيح البحث: آخر الزمان (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»