التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١١٧
سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذ لك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم 21 ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتب من قبل أن نبرأها إن ذ لك على الله يسير 22 حطما) *: ثم قرر تحقير الدنيا، ومثل لها في سرعة تقضيها، وقلة جدواها بحال نبات أنبته الغيث واستوى فأعجب به الحراث، أو الكافرون بالله لأنهم أشد إعجابا بزينة الدنيا ولأن المؤمن إذا رأى معجبا انتقل فكره إلى قدرة صانعه فأعجب بها، والكافر لا يتخطى فكره عما أحس به فيستغرق فيه إعجابا، ثم هاج أي يبس بعاهة فاصفر، ثم صار حطاما، أي هشيما.
* (وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان) *: ثم عظم أمور الآخرة وأكد ذلك تنفيرا عن الانهماك في الدنيا، وحثا على ما يوجب كرامة العقبى.
* (وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور) *: أي لمن أقبل عليها ولم يطلب الآخرة بها.
* (سابقوا) *: سارعوا مسارعة السابقين في المضمار.
* (إلى مغفرة من ربكم) *: إلى موجباتها.
* (وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) *: كعرض مجموعهما إذا بسطتا.
القمي: عن الصادق (عليه السلام) إن أدنى أهل الجنة منزلا من لو نزل به الثقلان الجن والإنس لوسعهم طعاما وشرابا، الحديث (1). وقد سبق في سورة الحج (2).
* (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذ لك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم * ما أصاب من مصيبة في الأرض) *: كجدب وعاهة.

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص 82، س 3.
2 - ذيل الآيتين: 23 - 24، انظر ج 4، ص 128 من كتابنا تفسير الصافي.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»