التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٥٢٨
يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للأيمن إن كنتم صادقين 17 إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون 18 * (يمنون عليك أن أسلموا) *: يعدون إسلامهم عليك منة.
* (قل لا تمنوا على إسلامكم) *: أي بإسلامكم.
* (بل الله يمن عليكم أن هديكم للأيمن) *: على ما زعمتم، مع أن الهداية لا تستلزم الإهتداء.
* (إن كنتم صادقين) *: في ادعاء الإيمان.
القمي: نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك أنه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة، فوضع عثمان كمه على أنفه ومر، فقال عمار: لا يستوي من يعمر المساجد فيصلي فيها راكعا وساجدا كمن يمر بالغبار حائدا يعرض عنه جاحدا معاندا، فالتفت إليه عثمان، فقال: يا ابن السوداء إياي تعني، ثم أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أقلتك إسلامك فاذهب، فأنزل الله عز وجل: " يمنون عليك أن أسلموا " إلى قوله: " صادقين "، أي ليسوا هم صادقين (1).
* (إن الله يعلم غيب السماوات والأرض) *: ما غاب فيهما.
* (والله بصير بما تعملون) *: في سركم وعلانيتكم فكيف يخفى عليه ما في ضمائركم، وقرئ بالياء.
في ثواب الأعمال (2)، والمجمع عن الصادق (عليه السلام): من قرأ سورة الحجرات في كل ليلة أو في كل يوم كان من زوار محمد (صلى الله عليه وآله) (3).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٢٢ - ٣٢٣.
٢ - ثواب الأعمال: ص 115، ح 1، باب ثواب قراءة سورة الحجرات.
3 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 128، في فضلها.
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 531 532 533 534 ... » »»