التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٦٨
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون 25 يختم على قلبك لتجترئ بالافتراء عليه (1).
* (ويمح الله البطل) *: المفتري.
* (ويحق الحق بكلمته إنه عليم بذات الصدور) *: في الكافي: عن الباقر (عليه السلام) يقول: لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم، وقد قال الله تعالى: " ويمح الله البطل ويحق الحق بكلمته " يقول: يحق لأهل بيتك الولاية، " إنه عليم بذات الصدور " يقول: بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك (2).
والقمي: عنه (عليه السلام) قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا إنا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك، فأنزل الله عز وجل: " قل لا أسئلكم عليه أجرا " يعني على النبوة " إلا المودة في القربى " أي في أهل بيته، ثم قال: ألا ترى أن الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شئ على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله عز وجل أن لا يكون في نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) شئ على أمته، ففرض الله عليهم المودة في القربى، فإن أخذوا أخذوا مفروضا، وإن تركوا تركوا مفروضا، قال: فانصرفوا من عنده، وبعضهم يقول:
عرضنا عليه أموالنا فقال: لا، قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي، وقالت طائفة ما قال: هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجحدوه، وقالوا كما حكى الله عز وجل: " أم يقولون افترى على الله كذبا " فقال الله عز وجل: " فإن يشأ الله يختم على قلبك " قال: لو افتريت " ويمح الله البطل " يعني يبطله:
" ويحق الحق بكلمته " يعني بالأئمة، والقائم من آل محمد صلوات عليهم (3).
* (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٥٧، س ١٣.
٢ - الكافي: ج ٨، ص ٣٧٩ - ٣٨٠، ح ٥٧٤.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص 275، س 7. وفيه: " بالنبي وبالأئمة ".
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»