التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٤٨
ومرة يستغني، ومرة يفتقر، ومرة يرضى، ومرة يغضب، ومرة يخاف، ومرة يأمن، فهذا من عظم دلالة الله على التوحيد.
قال الشاعر:
وفي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد (1) أقول: وهذا تخصيص للآيات ببعضها مما يناسب أفهام العوام.
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: نريهم في أنفسهم: المسخ، ونريهم في الآفاق:
انتقاض الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفي الآفاق، قيل: " حتى يتبين لهم أنه الحق ": قال: خروج القائم (عليه السلام) هو الحق من عند الله عز وجل، يراه الخلق، لابد منه (2).
وفي رواية: خسف، ومسخ، وقذف، سئل حتى يتبين، قال: دع ذا، ذاك قيام القائم (عليه السلام) (3).
وفي إرشاد المفيد: عن الكاظم (عليه السلام) قال: الفتن في آفاق الأرض، والمسخ: في أعداء الحق (4).
أقول: كأنه (عليه السلام) أراد أن ذلك إنما يكون في الرجعة، وعند ظهور القائم (عليه السلام) حيث يرون من العجائب والغرائب في الآفاق، وفي الأنفس ما يتبين لهم به من أن الإمامة والولاية وظهور الإمام حق فهذا للجاحدين.
* (أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد) *: يعني أولم يكفك شهادة ربك على كل شئ دليلا عليه.
أقول: هذا للخواص الذين يستشهدون بالله على الله ولهذا خصه به في الخطاب.
وفي مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): العبودية: جوهرة كنهها الربوبية، فما فقد من العبودية وجد في الربوبية، وما خفى عن الربوبية أصيب في العبودية، قال الله تعالى: " سنريهم آياتنا في الآفاق " إلى قوله " شهيد " أي موجود في غيبتك وحضرتك (5).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٦٧، س ٧.
٢ - الكافي: ج ٨، ص ٣٨١، ح ٥٧٥.
٣ - الكافي: ج ٨، ص ١٦٦، ح ١٨١.
٤ - الإرشاد للشيخ المفيد: ص ٣٥٩.
٥ - مصباح الشريعة: ص 7.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 351 353 354 355 ... » »»