التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٤٧
قل أرءيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد 52 سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد 53 * (وإذا مسه الشر) *: كالفقر، والمرض، والشدة.
* (فذو دعاء عريض) *: كثير.
* (قل أرءيتم) *: أخبروني.
* (إن كان من عند الله) *: أي القرآن.
* (ثم كفرتم به) *: من غير نظر واتباع دليل.
* (من أضل ممن هو في شقاق بعيد) *: من أضل منكم، فوضع الموصول في موضع الضمير شرحا لحالهم، وتعليلا لمزيد ضلالهم.
* (سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) *: قيل:
يعني سنريهم حججنا ودلائلنا على ما ندعوهم إليه من التوحيد، وما يتبعه في آفاق العالم، وأقطار السماء والأرض، من الشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، والبحار، والأشجار، والدواب، " وفى أنفسهم " وما فيها من لطائف الصنعة وودائع الحكمة حتى يظهر لهم أنه الحق (1).
أقول: هذا لقوم يستشهدون بالصنايع على الصانع كما هو دأب المتوسطين من الناس الذين لا يرضون بمحض التقليد ويرون أنفسهم فوق ذلك.
القمي: " في الآفاق ": الكسوف، والزلازل، وما يعرض في السماء من الآيات، وأما " في أنفسهم " فمرة بالجوع، ومرة بالعطش، ومرة يشبع، ومرة يروى، ومرة يمرض، ومرة يصح،

1 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 19، س 21.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 351 353 354 ... » »»