التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٢٧
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون 8 قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العلمين 9 وجعل فيها رواسي من فوقها وبرك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين 10 للمشركين الذين أشركوا بالإمام الأول وهم بالأئمة الآخرين هم كافرون، إنما دعا الله العباد إلى الإيمان به فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض (1).
أقول: هذا الحديث يدل على ما هو التحقيق عندي من أن الكفار غير مكلفين بالأحكام الشرعية ما داموا باقين على الكفر، وعن ابن عباس أي لا يطهرون أنفسهم من الشرك بالتوحيد، ولعله إنما أول الزكاة بالتطهير لما ذكر.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) *: لا يمن به عليهم.
* (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العلمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبرك فيها) *: وأكثر خيرها.
* (وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) *: القمي: معنى يومين: أي وقتين، ابتداء الخلق وانقضاؤه، وقال: " وبرك فيها وقدر فيها أقواتها " أي لا تزول وتبقى " في أربعة أيام سواء " يعني في أربعة أوقات، وهي التي يخرج الله عز وجل فيها أقوات العالم عن الناس (2)، والبهائم، والطير، وحشرات الأرض، وما في البر والبحر من الخلق من الثمار، والنبات، والشجر، وما يكون فيه معاش الحيوان كله، وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء، ففي الشتاء يرسل الله الرياح والأمطار والأنداء والطلول من السماء، فيلقح الأرض والشجرة، وهو وقت بارد، ثم يجئ بعد الربيع، وهو وقت معتدل حار وبارد، فيخرج الثمر من الشجر

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص 262، س 5.
2 - وفي نسخة: [من الناس].
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»