التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٤٠
وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم 35 وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم 36 مزيدة لتأكيد النفي.
* (ادفع بالتي هي أحسن) *: ادفع السيئة حيث اعترضتك بالتي هي أحسن منها وهي الحسنة على أن المراد بالأحسن الزائد مطلقا أو بأحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات.
* (فإذا الذي بينك وبينه عدوة كأنه ولى حميم) *: أي إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق.
القمي: قال: ادفع سيئة من أساء إليك بحسنتك حتى يكون: " الذي بينك وبينه عدوة كأنه ولى حميم " (1).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة " قال:
الحسنة: التقية، والسيئة: الإذاعة، وقال: التي هي أحسن: التقية (2).
* (وما يلقاها) *: وما يلقى هذه السجية، وهي مقابلة الإساءة بالإحسان.
* (إلا الذين صبروا) *: فإنها تحبس النفس عن الإنتقام.
وفي المجمع: عن الصادق (عليه السلام) إلا الذين صبروا في الدنيا على الأذى (3).
* (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) *: من الخير، وكمال النفس.
في المجمع: عن الصادق (عليه السلام) وما يلقها إلا كل ذي حظ عظيم (4).
* (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) *: نخس (5) شبه به وسوسته.
* (فاستعذ بالله) *: من شره، ولا تطعه.

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٦٦، س ٤.
٢ - الكافي: ج ٢، ص ٢١٨، ح ٦، باب التقية.
٣ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ١٣، س ٣٢.
٤ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ١٤، س ١.
٥ - نخس الدابة - كنصر وجعل -: غرز مؤخرها بعود ونحوه. مجمع البحرين: ج ٤، ص 111، مادة " نخس ".
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»