التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١١٩
والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور 9 القمي: مرفوعا قال: نزلت في زريق وحبتر (1) (2).
* (والله الذي أرسل الريح) *: وقرئ الريح.
* (فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض) *: بالمطر النازل منه.
* (بعد موتها) *: بعد يبسها، في الكافي (3)، والقمي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل عن السحاب أين يكون؟ قال: يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوي إليه، فإذا أراد الله عز وجل أن يرسله أرسل ريحا فأثارته، فوكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق، وهو البرق فيرتفع (4).
وزاد في الكافي: ثم قرأ هذه الآية " والله الذي أرسل الريح " الآية، قال: والملك اسمه الرعد (5).
* (كذلك النشور) *: أي مثل إحياء الموات إحياء الأموات.
وقد سبق من تفسير الإمام (عليه السلام) في قصة البقرة أن الله عز وجل ينزل بين نفختي الصور بعدما ينفخ النفخة الأولى من دون السماء الدنيا من البحر المسجور الذي قال الله تعالى:
" والبحر المسجور " (6) وهو مني كمني الرجال فيمطر ذلك على الأرض فيلقى الماء المني مع الأموات البالية فينبتون من الأرض ويحيون (7).

١ - زريق: - بتقديم المعجمة على المهملة -: مصغر أزرق، والحبتر بالمهملة ثم الموحدة من تحت، ثم المثناة من فوق، ثم الراء على وزن جعفر: الثعلب، قيل: إنما كنى عنهما لزرقة عين أحدهما وتشبيه الآخر بالثعلب في حيلته، وقد مضى مثله في سورة الأنعام، ذيل الآية ١١٢. منه (قدس سره).
أقول: انظر ج ٣، ص ٨٦ - ٨٧ من كتابنا تفسير الصافي.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٠٧، س ١٨.
٣ - الكافي: ج ٨، ص ٢١٨، ح ٢٦٨.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٧٦، س ١٢.
٥ - الكافي: ج ٨، ص ٢١٨ - ٢١٩، ذيل ح ٢٦٨.
٦ - الطور: ٦.
٧ - تفسير الإمام العسكري: ص 282.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»