(34) أو يوبقهن أو يهلكهن يعني أهلها بإرسال الرياح العاصفة المغرقة بما كسبوا ويعف عن كثير بإنجائهم (35) ويعلم الذين يجادلون في آياتنا قيل عطف على علة مقدرة مثل لينتقم منهم ويعلم وقرئ بالرفع على الاستيناف ما لهم من محيص محيد من العذاب (36) فما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا تمتعون به مدة حياتكم وما عند الله من ثواب الآخرة خير وأبقى لخلوص نفعه ودوامه للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون (37) والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وقرئ كبير الإثم وقد سبق تفسير الكبائر في سورة النساء وإذا ما غضبوهم يغفرون والقمي عن الباقر عليه السلام قال من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة قال ومن ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب حرم الله جسده على النار وفي هذا المعنى في الكافي وغيره أخبار كثيرة (38) والذين استجابوا لربهم قبلوا ما أمروا به والقمي قال في إقامة الأمام وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم تشاور بينهم ولا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تيقظهم في الأمور والقمي يشاورون الإمام عليه السلام فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم كما قال الله ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله ما من رجل يشاور أحدا إلا هدي إلى الرشد ومما رزقناهم ينفقون في سبيل الخير (39) والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون على ما جعله الله لهم كراهة التذلل وهو وصفهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر أمهات الفضائل وهو لا ينافي وصفهم بالغفران فإن الغفران ينبئ عن عجز المغفور والانتصار يشعر عن مقاومة
(٣٧٨)